الأربعاء، 22 يونيو 2011

أم القرى...

 يعرف الجميع ان (أم القرى) لفظة يقصد بها مكة المكرمة، وقد وردت في القرآن الكريم مرتين، الأولى في سورة الأنعام الآية 92، والثانية في سورة الشورى الآية 7.
ولكن العقل الفارسي تفتق عن (أم قرى) أخرى، جديدة، لم يعرف لها التاريخ مثيلاً من قبل.
تعالوا نتعرف على (أم القرى) الفارسية.

(أم القرى) الفارسية، نظرية جديدة ابتدعها سياسي وفيزيائي ايراني، مهم وخطير للغاية، ربما لا ينتبه اليه كثيرون، انه محمد جواد لاريجاني، شقيق رئيس البرلمان الايراني، علي أردشير لاريجاني.



ومحمد جواد لاريجاني هو أحد أبرز خبراء إيران في مجال الفيزياء، وهو رئيس مؤسسة دراسات العلوم. تولى منصب مساعد وزير الخارجية لعدة سنين في عهد خميني، وأقيل من مهامه بعد دعوته إلى قيام علاقات مع الولايات المتحدة.
وخلافاً لشقيقه الأصغر علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني حالياً، فإن جواد لاريجاني، الذي يحمل شهادة الدكتوراة في الفيزياء من إحدى الجامعات الأمريكية المعروفة، معجب بالمجتمع الأمريكي وثقافته، ويجيد اللغة الإنجليزية على نحو ممتاز.
وحين ظهرت مشكلة في إعلان رئاسته الوفد الإيراني في مباحثات بغداد مع الولايات المتحدة حول الأمن في العراق عام 2005 ارتبكت القيادة الإيرانية لأيام عدة، إذ إن قيادة الحرس الثوري، المعنية بشأن العراق، كانت تعتبر إيفاد رجل مثل محمد جواد لاريجاني، المعروف بتوجهاته الليبرالية، وعلاقاته الوثيقة مع الأوساط الإعلامية والجامعية ومراكز الأبحاث المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في الولايات المتحدة ، سوف يحرج القيادة الإيرانية لعدة أسباب، وقد يشكل تفاوض لاريجاني مع الأمريكيين علناً،  خطراً على مصالح قيادة الحرس الثوري، ودعماً غير مباشر للأطراف الإصلاحية والليبرالية الإيرانية الداعية إلى المصالحة مع الولايات المتحدة، وسيفضح السياسة الإيرانية التي تقيم أصلا علاقات سرية مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى اتخاذ المرشد علي خامنئي، بعد اجتماع مع أحمدي نجاد، قراراً برفض إيفاد محمد جواد لاريجاني للتفاوض، لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر .
تتسم شخصية محمد جواد لاريجاني بمزجها بين الجوانب الثقافية القومية والمذهبية والبراغماتية
السياسية، وربما كان مرد ذلك الخلفية العائلية والعلمية والتربوية له .
ورغم طغيان جانب الخبرة السياسية على شخصية لاريجاني لم تخل حياته في الجانب الثقافي من الإثارة والجذب، فبالإضافة إلى أنه واحد من مثقفي إيران البارزين، كان له من الأطروحات الثقافية ما أثار الكثير من الجدل والإشكاليات والاجتهادات السياسية والمذهبية داخل إيران خاصة، نذكر منها أطروحته الموسومة بنظرية "أم القرى" وهي محاولة لبناء نظرية مذهبية وفق رؤية صفوية خالصة تسهم في صياغة العلاقات المتبادلة بين إيران والعالم العربي خصوصاً والإسلامي عموماً، مفترضا أن إيران مركز العالم الإسلامي سياسياً ومذهبياً، إذ يملك هذا المركز مقاليد
الوصاية والقيادة لمسلمي العالم جميعهم .
وقد أطّر لاريجاني نظريته لتكون القاعدة التي يوفر لها المذهب الشيعي غطاءً دينياً وشرعياً، بما يجعل منها النظرية الموجِّهة لإيران وسلوكها الخارجي في العالم الإسلامي المحيط بها، على اعتبار أن الأقطار العربية ستصبح بمثابة المقاطعات التي ستدين للولي الفقيه "ولي أمر المسلمين" القاطن في طهران، بالسمع والطاعة .

وحيث تصدر بين الحين والآخر كتابات تستغرب المواقف السلبية التي تنتهجها إيران إزاء قضايا العالم الاسلامي، وخاصة في أفغانستان والعراق، حيث تعاونت إيران مع الولايات المتحدة وسهّلت لها احتلال هذين البلدين.
لكن الحيرة سرعان ما تزول عند مطالعة النظريات الإيرانية، التي تقدم تصورات لدور إيران ومكانتها، وضرورة قيادتها للعالم الإسلامي دون غيرها من الدول، باعتبارها دولة الإسلام الصحيح وولاية الفقيه.
وتعتبر "نظرية أم القرى" إحدى النظريات التي تحكم مسار السياسة الخارجية لإيران، وتفسر بما لا يدع مجالا للشك، مواقف إيران السلبية تجاه العالم الإسلامي .
و"نظرية أم القرى" صاغها وأطّر لها محمد جواد لاريجاني، وقدّمها إلى القارئ العربي: د.لبيب المنور، في الكتاب الصادر في العام 2008، عن مركز الدراسات العلمية في مكة المكرمة



ولبيان حقيقة لاريجاني وأهم ما تضمنته "نظرية أم القرى" بحسب ما أطّره مخترعها، اضغط هنا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق