عرفت سلام الشمّاع، مذ خطوت أول خطواتي في بلاط صاحبة الجلالة، يومها كنت شاباً يافعاً، وكان سلام الشمّاع، يكبرني بسنوات، وبتجربته المهنية الثرَّة، وتمر الأيام ونترافق ونتزامل، ويبقى سلام الشمّاع، كما هو، صحفياً متألقاً، يشار له بالبنان...
لكن الشمّاع البغدادي، ابن الكاظمية البهية، وابن العراق المقاوم، تألق في السنوات الأخيرة كما لم يتألق من قبل، ويبدو انه وجد ألقه الأكبر، في الدفاع عن العراق ومقاومته الباسلة وشعبه البطل، وقد ابتدع، مؤخراً، اسلوباً جميلاً على الفيس بوك، حيث أنشأ صفحة سمّاها سجلوا في دفاتركم، ينشر فيها ابداعاته وتألقه، بحروف مختصرة مسددة المقاصد، واضحة الأهداف، وهذه آخر روائعه، بعث لي بها قبل قليل، مشكوراً...
من يوميات ثورة العراق
سجلوا في دفاتركم رجاءً
سلام الشماع
1 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: ليفهم التيار الصدري أن الزمن عندما يسير فإنه يتغير ويغير الأشياء، وهذه بديهية معروفة لدى الجميع، ومعروف أيضاً أن الزمن بسيره يؤدب الناس.
فالعام 2006 هو غير العام 2011، والإنسان يتعظ من تجاربه ويستعد لمواجهة ما واجهه من مخاطر، فإذا أطلقتم تهديداً بإعادة ما يسمى جيش المهدي بداعٍ ظاهر كاذب هو مقاومة المحتل، وهدف معروف هو ذبح العراقيين واغتيالهم، وعرقلة انسحاب قوات الاحتلال التي يطالب شعبنا بانسحابها، فلتعلموا، إذن، أنكم أقلية وسط شعب ثائر، وأن هذا الشعب فهم لعبة الطائفية المقيتة التي مارستموها من أول لحظة ولم يَنْسقْ وراءها، وعلى الرغم من جميع ما عملتموه من حرق وهدم لبيوت الله وقتل للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ومن استيلاء على ممتلكات الناس، فان الطائفية وجدت في عراقنا أرضاً سبخاً لها..
أنتم اليوم لستم في وارد تهديد شعبنا، وإنما شعبنا في وارد محاسبتكم على ما فعلتموه.. فانتبهوا إلى أنفسكم، والفرصة أمامكم مازالت سانحة أن تكونوا مقاومين صادقين بعد أن تنفضوا أيديكم من العملية السياسية وتقطعوا صلاتكم مع إيران منبع الطائفية في هذا الكون، وتغتسلوا من ذلك كله غسل الطهارة والجنابة، وتلتحقوا بصفوف المقاومة الباسلة صادقين..
ثم إن شعبنا محمي برجال مقاومته الباسلة وبالشباب الذي أرعب المحتل وأقزامه بتظاهراته المدوية.. فانظروا ماذا أنتم فاعلون؟
2 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: من الثابت أن المقاومة العراقية الباسلة، ولا أقول الشريفة، لأنه لا توجد مقاومة غير شريفة، كبّدت الأمريكان خسائر هي أضعاف ما خسرته إسرائيل في جميع حروبها مع العرب، مع أن هذه المقاومة مظلومة ولا يحتضنها سوى شعبها الباسل، فلا دولة جوار تدعمها بالأموال والسلاح والرجال، ولا لديها إعلام قوي يصل إلى الببغاوات التي تردد ما تسمع، وتخلط الحابل بالنابل عندما تتحدث عنها، فتجعلها في مستوى واحد مع التكفيريين والقاعدة والميليشيات والمجرمين، مع أنها تقاتل الأمريكان لحماية الشعب، كما أن بعضهم جعلها شبهة في حواراته فما دمت تدعو للمقاومة فأنت ضمن الخلطة السرية التي اكتشفها لهم الأمريكان: (بعثي، صدامي، قاعدي، تكفيري، مجرم)، أو كما سمعت من غشيم بأنها من بقايا البعث، وكأن الأفكار والأحزاب تموت وتبقى لها بقايا، في حين أن ساداتهم يعترفون أن هذا الحزب زاد قوة على قوته.
ما علينا..
أقول للحريصين على مستقبل العراق: إن تظاهراتكم لم تكن لتخرج لولا قوة المقاومة التي تمتلكونها، والتي هي شرف لكل العراقيين، والتي عجلت برحيل الأمريكان من وطنكم، وأفشلت مخططاتهم، وأثبتت زيف عنترياتهم وبأنهم القوة العالمية التي لن تقهر، وأن مقاومة الأمريكان وتكبيدهم الخسائر الثقيلة، وتظاهراتكم المقاومة في ساحة التحرير قضية واحدة.
ولفاقدي الغيرة الذين يشوهون وجه المقاومة الصافي ويستكثرون على العراقيين أن يقاوموا الذي اعتدى عليهم، أقول:
ما ضرّ من آمنت دنيا بفكرته
أن ضيف صفر إلى أصفار من جحدوا
المقاومة في الميدان وفي ساحة التحرير ستنتصر، وعندئذ تبيض وجوه قوم مؤمنين وتسود وجوه قوم منافقين..
3 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: رأيت، في صحيفة عربية، صورة لفتاة عراقية لا يتجاوز عمرها العشر سنوات مشردة في الشوارع وتجلس على رصيف وهي تضع على أنفها وفمها كيساً بلاستيكياً مليئاً بمادة الصمغ تشمه بعمق لكي تغيب عن واقعها المؤلم.
وكم من أطفال العراق شردوا بعد أن فقدوا آباءهم وأمهاتهم في أبشع جريمة ارتكبت ضد شعب العراق..
ومازال الضمير العالمي نائماً..
4 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: بعض المتداخلين لا يستحقون الرد، فهم إما لا يفهمون ما يكتب، ويقحمون أنفسهم في الرد على ما لا يفهمون، وإما أن لهم أهدافاً فيبعدون النظر عن المكتوب إلى ما لم يتطرق إليه الكاتب، وبدهاء دونه دهاء الفرس.
5 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: مثلما خلّد تاريخ العراق الحديث اسم الشيخ شعلان أبو الجون لموقفه الباسل في ثورة العشرين، سيخلد أيضاً اسم الأمير الربيعي الشيخ سالم الضباب وشيوخ شيبان وجميع شيوخ عشائر العراق الذين زحفوا إلى الموصل والذين سيزحفون، معتصمين مع أهلها نصراً للعراق..
سيسجل التاريخ للشيخ الضباب أنه رأى أن لا إمارة له والعراق محتل، بينما يشعر الصغار من ديوثي المنطقة الخضراء أنهم لا يمكن أن يكونوا رؤساء إلا والعراق تحت الاحتلال..
العراقيون كلهم إعجاب وتقدير للأمير الضباب لموقفه الوطني الشجاع الذي ينتظرونه من جميع شيوخ عشائر العراق تسريعاً لطرد الاحتلال وإسقاطاً لعمليته السياسية المخابراتية المقيتة.
إن عشائر صلاح الدين وديالى والعمارة اتصلت بالمعتصمين معلنة تحرك وفودها نحو الموصل للاعتصام معهم، والمأمول أن يقرر ذلك جميع شيوخ عشائرنا في طول العراق وعرضه، وخصوصاً رؤساء عشائرنا الكردية وشيوخها، بعد أن أعلن ثوار السليمانية إرسال وفد منهم مدداً لمعتصمي الموصل.
والمأمول من أبناء عشائرنا الضغط على الشيوخ الذين يتقاعسون لسبب أو لآخر عن الالتحاق لنجدة العراق في الموصل.
إنها والله أيام خالدة في تاريخ عراقنا وعلى المرء أن يحسن فيها اختيار الخندق الذي يقف فيه، فالاحتلال زائل قريباً وأقزامه به ملتحقون، والعراق خالد باق ما بقي الليل والنهار.. ولا يتوهمن من يتقاعس عن نصرة العراق الآن أنه لن يصيبه من العار الذي سيلحق بأعداء العراق شيء، لأنه بتقاعسه وتخاذله يكثّر سواد الأعداء ويحسب منهم..
أيها العراقيون الأبطال.. إنه نصركم العظيم يقترب منكم.. ويعزز وحدة وطنكم ويبشركم بهزيمة منكرة للشر وأعوانه، والخزي والعار لذابحيكم ومدمري بلدكم ومشردي أهلكم وقاتلي أطفالكم..
الله اكبر والنصر لسيد البلدان.. العراق العظيم..
6 ـ سجلوا في دفاتركم رجاءً: إرادتان تتصارعان الآن على أرض الموصل: إرادة الشعب الجبار، وإرادة ناصر الغنام وسيده مولاكو.. فلمن ستكون الغلبة أيها القابعون في البيوت؟..
أخرجوا جميعا.. العراق يناديكم..
السلام عليكم..
ردحذفالأخ الحبيب مصطفى كمال حفظك الله..
حينما تتحدث عن سلام الشماع فانك تتحدث عن شجرة عراقية أصلها ثابت وفرعها في السماء، بل يحق لي القول أن صديقي وأخي وحبيبي الشماع هو شجرة الصنوبر التي تزداد صلابة بأشتداد العواصف..
ولن أبالغ أن قلت أن صرخة قلمه في المعركة بألف مدفع..
اسأل الله له، ولك، ولنا الثبات..
وأشكر لك دعوتك في زيارة موقعك المبارك هذا..
وباركك الله على هذا الموقع المميز الذي هو سهم بإذن الله تفقع به عيون الخونة والعملاء من أذناب المحتل..
والسلام عليكم ورحمة الله.
حسين المعاضيدي
اشكرك اخي الاستاذ حسين على كلمات الإطراء بحقي وحق الموقع، الذي أتمنى له أن يكون رصاصة في صدر الاعداء المحتلين والعملاء الصغار.
ردحذفأما كلماتك بحق الشماع، سلام، فهي رسالة أكيدة على وحدة العراقيين وصمودهم في هذا الزمن الصعب، زمن الفتنة الكبرى، التي يكون فيها القابض على مبادئ الشرف والوطنية والدين، كالقابض على الجمر.
دمت ودامت كلماتك رمحا في قلوب الاعداء والسفلة العملاء.