كتب الخبير الملاحي العراقي الاستاذ كاظم فنجان الحمامي، مقالاً مهماً عن أحد أهم أركان الأسرة المالكة السعودية، وهو بندر بن سلطان، كشف فيه جانباً من تحركات هذا الداهية، في الوقت الحاضر.
وقد نشر المقال في عدة مواقع ألكترونية، من بينها شبكة البصرة، ولأهمية المقال، نعيد نشره على (وجهات نظر).
بندر بن سلطان يعود للعب |
كاظم فنجان الحمامي |
في خضم هذه الفوضى العارمة التي اجتاحت الأقطار العربية وشغلت العالم كله، كانت المملكة السعودية منشغلة بموضوع آخر، إذ كانت تتابع بشغف تصاعد القوة الإيرانية المناوئة لها في منطقة الشرق الأوسط، والتي أخذت بالنمو والتوسع بعد انهيار نظام حسني مبارك، وتأرجح الأوضاع في اليمن، واضطراب الأمور في البحرين وسوريا، فوجدت المملكة نفسها في أتون أزمة غير مسبوقة، ومواقف متأججة لا تحسد عليها، الأمر الذي اضطرها إلى إعادة تنظيم صفوف منتخبها السياسي، للوقوف بوجه التحديات الإقليمية الجديدة، فاستدعت بندر بن سلطان على وجه السرعة، للاستفادة من دهائه وحنكته ومهارته، والاستعانة بمواهبه السياسية المتعددة، وعلاقاته الدولية الواسعة، فألحقته بخطوطها الأمامية، وزجت به في جبهات المواجهات الساخنة بين السعودية وإيران، فحزم حقائبه وقام على الفور بجولات مكوكية خاطفة إلى عواصم الصين والهند والباكستان لحشد التأييد للمملكة، وقد وقع اختياره على الباكستان لإقناعها بنقل أجزاء من ترسانتها النووية إلى المملكة، بعدما بات واضحا أن المال السعودي هو الذي يمول برامج الأسلحة النووية الباكستاني، ومن المرجح أن يكون هناك اتفاق غير معلن بين الدولتين يقضي بوضع الترسانة النووية الباكستانية تحت تصرف السعودية لمواجهة النشاطات الإيرانية النووية المتنامية، وتؤكد الاستنتاجات السياسية على نجاح بندر بن سلطان في تخفيف حدة التوترات في العلاقات المتذبذبة بين أمريكا والسعودية، وتكهن المحللون أن الإدارة الامريكية هي التي أصرت على عودة بندر إلى المنتخب الملكي السعودي، سيما انه هو الذي اعتمد عليه البنتاغون في كتابة السيناريو، الذي رسم خطة الهجوم على بغداد عام 2003، وفي هذا يقول الكاتب الاستقصائي (بوب وود وورد)، مؤلف كتاب (خطة الهجوم على العراق): ان الرئيس بوش كان تلقى تقارير من بعض أفراد إدارته بأن العالم العربي سيثور في الشوارع إذا شنت أمريكا حربا على العراق، وأن المصالح الأمريكية ستتعطل وتتعرض للخطر، لكن الأمير بندر طمأنه، قائلا: ((سيادة الرئيس هل تعتقد أنك ذاهب لمهاجمة السعودية واعتقال الملك فهد؟ إنه صدام حسين، الذي لن يجد من يذرف دمعة عليه. لكن إذا هاجمته أمريكا ونجا هذه المرة فسيكون أكبر من الحياة نفسها، سيسمع كلامه الجميع. لقد حذر كثيرون والدك من أن العالم العربي سيثور من المحيط إلى الخليج إذا ضرب العراق ولم يحدث ذلك، المشكلة الوحيدة ستكون إذا نجا صدام هذه المرة)). وحمل الأمير بندر رسالة تأكيدية من بوش بأن صدام لن ينج هذه المرة، وكانت معها قائمة بما هو مطلوب من السعودية، معنونة إلى الملك عبد الله، الذي نصحه بأن يكتم الأمر حتى تقرر السعودية ماذا ستفعل، ومنذ ذلك الحين صار السفير السعودي في أمريكا من ضمن تشكيلات معسكر الصقور، الذين يروجون للحرب. ثم قام الأمير بندر بعدة زيارات شملت فرنسا ومصر ولبنان، لحث زعماؤها على تأييد الموقف الأمريكي، وكان الأمير بندر أول من علم بتوقيتات الهجوم الكاسح على بغداد، فكان أول من زف (البشرى) للملك عبد الله بعبارات مشفرة ومتفق عليها، وكانت كلمة السر التي قالها للملك على الهاتف: ((أخبار الطقس تقول إنها ستمطر بشدة في الروضة هذه الليلة))، والروضة ضاحية من ضواحي مدينة الرياض. فقال له الملك: هل أنت متأكد؟. فأجاب بندر: نعم متأكد جدا، وأرجو أن تتابع التلفزيون الليلة... كان هذا في العام 2003، ترى ما الذي سيجلبه لنا هذا اللاعب الخطير بعد عودته العاجلة لممارسة اللعب القديم في صفوف المنتخب السعودي الملكي بعد غياب طويل؟. هذا ما ستكشفه لنا الأيام المقبلة... الله يستر من الجايات.. |
السلام عليكم
ردحذفلا يوجد داهية في المعسكر الأمريكي أو في دوائر عملائه واجرائه
إنهم جميعا رعيان وسبب انتصارهم ليس لأنهم أذكى من رعياننا ولكن لأنهم يمتلكون القوة العسكرية والمالية لحسم اي موقف