الأحد، 3 يوليو 2011

كتاب الناتو وكتاب المارينز!


(كتاب المارينز) مصطلح شاع استخدامه بين المثقفين الوطنيين العرب، أثناء مرحلة الترويج لغزو العراق، واليوم يروج استخدام مصطلح (كتاب الناتو) بالتزامن مع حملة الناتو العدوانية ضد ليبيا العربية، والمقال في أدناه يستعرض جهود هؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم تسويق هذا العدوان، بدعوى الدفاع عن حرية الشعب الليبي، وكأن الحرية لا تأتي الا بقتل الليبيين، وتقسيم بلادهم.
مقالة مهمة وجديرة بالقراءة...

مصطفى

كًتَاب الناتو ، مثل كتاب المارينز..
في صحافة دول الخليج العربي والعربية الصادرة في لندن




أحمد عبد الرحمن قنديل

جاء في دراسة اعلامية تحت عنوان ” كًتَاب الناتو ، مثل كتاب المارينز..في صحافة دول الخليج العربي والعربية الصادرة في لندن ” لرئيس تحرير وكالة انباء الرابطة ان سلطات العائلة الحاكمة في السعودية والعائلة الحاكمة في قطر ومعظم انظمة الخليج العربي قد اشترت كتاب واعلاميين ووسائل اعلام مطبوعة بهدف تشويه حركات الاحتجاج العربية وتبرير والترحيب بالاستعانة بالعدو الامريكي والحلف الاطلسي لاقامة انظمة جديدة فيها مقابل التعتيم على التحركات الشعبية في شبه جزيرة العرب .
ويقول الاعلامي والمحلل السياسي مصطفى سالم ان من بين 1231 مقالا نشرتها صحف تصدر في دول الخليج العربي وصحف لندن العربية منذ اندلاع الانتفاضة التونسية ولغاية منتصف هذا الشهر نجد هناك اجماعا على تدمير ليبيا وقتل شعبها وتأييدا لجرائم الحلف الاطلسي الصهيوني في عدوانه. وهو موقف لا يمكن انكار انه موقف الصهيونية والامبريالية وقوى الاستعمار.

كما هناك صمتا عما حدث في تونس على الاقل في بداية الانتفاضة حيث لم يتوقع اي من كتاب الناتو سقوط الطاغية.
وظل هذا التردد واضحا امام الانتفاضة المصرية لكن بشكل اقل .
ومثلا في بداية انتفاضة تونس وقفت صحيفة العرب العالمية الصادرة في لندن ضد الانتفاضة وصمتت صحف الخليج العربي وكانت مثل الببغاء الحياة والشرق الاوسط فيما اظهرت القدس العربي قدرة على ارضاء حكومة قطر في ما يمكن تسميته بدء انطلاق كتاب وصحف الناتو.
وكتاب الناتو هم شبيه لكتاب المارينز الذين كانوا يصفقون لغزو العراق وقتل ابناءه من قبل قوات العدو الامريكي.
ويجد الكاتب ان جزء كبير من كتاب المارينز هم كتاب الناتو الذين اصبحوا اكثر عددا .
وهذه الملاحظة تعني ان كتاب الناتو اوسع دورا في الصحف العربية الان.
وكان هناك ومازال في هذه الصحف سعي حثيث لحرف الانتفاضة اليمنية عن مسارها ومحاولة جر شباب الانتفاضة في سوريا لموقف يذكر بموقف العملاء في المعارضة الليبية .
ويتم ايضا تجاهل انتفاضة الشعب العراقي ضد الحكم الشيعي العميل للاحتلال الامريكي .
ولم يتوقع الكثير من كتاب الناتو سقوط مبارك رغم ان اليوم الاول من الانتفاضة افصح عن قوة المد الشعبي.
وترى الدراسة سبب ذلك ان الرهان كان ان حسني مبارك كان يخدم المشروع الامريكي الصهيوني بامتياز.
وتقول الدراسة ان اهم مرحلة في الانتفاضة يتم تجاهلها وهي مرحلة مابعد مبارك حيث تسلق عملاء واشنطن على الحكم واستولوا على مراكز الدولة بل ان المرشحين للرئاسة هم من هذا الصنف وهو ما يعني ان واشنطن استثمرت المد الشعبي للمجيء بوجوه جديدة ستكون اكثر عمالة وضعفا.
ويحدث الامر بصورة مشابهة في تونس التي الهمت الجماهير العربية روح الانتفاضة.
وكانت وكالة انباء الرابطة الجهة الاعلامية العربية التي وقفت منذ اليوم الاول منددة بالدكتاتور زين العابدين بن علي.
وتصف الدراسة هؤلاء الكتاب الذين هم من دول الخليج العربي ودول عربية بأنهم “كتاب الناتو ” على غرار عصابات الناتو في اشارة للمعارضة الليبية المسلحة العميلة.
وقالت الدراسة كيف يكتبون على الديمقراطية في دول ولا يذكرون الديمقراطية في السعودية وقطر مثلا.
ومثل كتاب المارينز الذين ايدو الغزو الامريكي للعراق ظهرت مجموعة جديدة تروج لارتهان الانظمة في الخليج العربي للخطط الامريكية التي ستكون بلدان هذه الدول ضحية لها بشكل واضح كما في تحالف السفارة الامريكية في البحرين مع المعارضة الشيعية لاقامة نظاما عميلا فيها كما هو النظام العراقي الذي يجمع بين العمالة لواشنطن والتبعية لايران.
وتقول الدراسة ان الصحف في دول الخليج العربي له مهمة هي التصفيق للمواقف السياسية لهذه الدول.
اما الصحف العربية في لندن فهو مرتبط بانظمة دول الخليج العربي ويتلقى مساعدات منها وقد يظهر ان هناك تباين في المواقف لكنه يلتقي عند هدف جوهري هو خدمة الناتو كما في اتفاق القدس العربي والعرب العالمية والحياة والشرق الاوسط على تأييد قصف ليبيا وقتل ابناءها وتلفيق الاخبار والقصص ضد القيادة الليبية.
ويضرب الكاتب مثلا عن التشابه في المقالات التي تنشر في هذه الصحف ضد ليبيا .. مقالات متشابهة في المفردات ومكررة وساذجة وتعتمد تكرار اخبار ملفقة .
وتقول ادراسة ان ايمان العبيدي حين دخلت الفندق في طرابلس مدعية انها تعرضت للاغتصاب لم يكن على وجهها اي اثار تظهر انه تم تعذيبها.
لكن حين خرجت من قطر ، كانت قد تعرضت للضرب المبرح على وجهها.
واحتكاما للقصص فانها لو قالت انها تعرضت للاغتصاب من قبل زبانية حاكم قطر لكان ذلك مصدقا مع العلامات على وجهها وليس العكس.
ومع ذلك رددت صحف دول الخليج العربي ومعها من هم في لندن ما قالته في طرابلس وهو غير صحيح ولم تشر الى ماحدث في قطر.
ومن حادثة كهذه يمكن ان نعرف ان صحف الخليج العربي كلها ترتبط بالحكم حتى لو كانت مستقلة كما تقول او ملكية خاصة .
وتبين الدراسة ان صحف دول الخليج العربي كلها تابعة لتوجهات انظمتها بالنسبة للموقف من الدول العربية .
وفيما تظهر صحف نظام العائلة السعودية والكويتية عداء واضحا للعرب وحركات المقاومة العربية تبدو صحف البحرين في ثلاث منها على الاقل اكثر تمسكا بالعروبة مع مساحة من الحرية لكن لن تجد فيها انتقادات لانظمة الحكم في الخليج العربي.
اما الصحف القطرية فكلها وبلا استثناء ترديد مكرر للموقف الرسمي للعائلة الحاكمة في الدوحة المدعومة بقواعد عسكرية للاحتلال الامريكي.
وعندما اندلعت الانتفاضة العمانية لم تتطرق صحف الخليج اليها الا من خلال ترديد البيانات الرسمية او ما تورده وكالات الانباء مع تعديل الخبر.
وتقول الدراسة ان كتاب الناتو سواء كانوا من دول الخليج العربي او من بقية الاقطار العربية لاسيما الكتاب المصريين في صحف انظمة الخليج العربي يحاولون تصوير ان سقوط مبارك هو الثورة في محاولة لعدم توسيع مفهوم الثورة بينما سقوط فرعون هو جزء من الطريق للثورة ولكن ماحدث بعد ذلك يؤكد ان انتفاضة مصر فشلت وبشكل واضح من التحول الى ثورة بعد ان سلمت الحكم الى طغمة عسكرية عميلة لواشنطن وعلى علاقة مع العدو الصهيوني.
تقول الدراسة ان توسيع مفهوم الانتفاضة الى ثورة هو ما تقف الولايات المتحدة والسعودية وكتاب الناتو ضده.
ان مفهوم الثورة يستوجب وجود الثوار على راس الحكم وليس عملاء امريكا .
وتقول الدراسة ان الاعلام تعامل بتجاهل واضح مع بناء قاعدة عسكرية فرنسية في تونس .
وترى الدراسة انه يجب الاعتراف بان الانتفاضة التونسية منذ ان قبلت بالطغمة العسكرية وبقايا الحكم التونسي على راس السلطة انتهت فعلا من كونها ثورة .
وتحولت الى انقلاب اطاح بطاغية من اجل مجيء نظاما عميلا اخر لكن مع مساحة من الحرية اكبر ومع انشاء مجموعة جديدة من اللصوص مكونة من عدة عوائل.
وتضيف الدراسة ان الاعلام لا يريد ان تنتقل تونس لمرحلة الثورة لذا لا يحاول الان التطرق لانكماش الانتفاضة واكتفاءها بهزيمة بن علي.
وهذا الاعلام يعتمد على موقف حكومات الخليج العربي بشكل ثابت.
وتنشر الدراسة يوم الجمعة ضمن برنامج دراسات في وكالة انباء الرابطة الذي اصدر لغاية الان 3 دراسات.

وكالة انباء الرابطة
Association news agency

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق