وجَّه الكاتب الظريف اللطيف، علي السوداني، نداء يدعو فيه الى وقف تظاهرات ساحة التحرير، لأسباب أوردها في مقاله وهي وجهة نظر جديرة بالقراءة.
أوقفوا تظاهرات ساحة التحرير
علي السوداني
1
نبدأ مكتوبنا الليلة ، بدعاء ودعوة مخلصة من أجل ايقاف مظاهرات ساحة التحرير ببغداد المحتلة حتى الآن ، لأن تلك الفعاليات الفقيرة ، انما تصب صبّاَ ، في جيب الحكومة التي ستقول للعالم ، أن العراقيين مرتاحون ، بدليل خروج مظاهرات من خمسمائة نفر ونفرة من شعب عديده يقترب من ثلاثين مليون آدمي وآدمية . آخر مظاهرة جمعة وكان اسمها المشهر " جمعة لا نخاف " هوّس فوق دكتها تحت نصب الحرية ، أقل من أربعمائة . والله العظيم عيب !!
2
ما حدث ويحدث في العراق ، لم يحصل في أي أرض من أراضي الله الواسعة . هذا الشهر ، أعلن عن اختفاء أزيد من سبعة عشر مليار دولار - ميزانية دولة - من عهد الحرامي سليل الحرامية ، ألأمريكي " بريمر " في الوقت الذي ما زالت فيه العائلة العراقية ، لا تحصل الا على نحو ست ساعات كهرباء ، وماء شحيح لا يملأ براميل فوق السطح الا بأستعمال ماطور شافط قوي ، تسميه الناس ، الحرامي ، ومظاهرات " جمعة أحفاد الثورة " ببغداد ، يغني ويرقص ويدبك فيها ، نحو مائة مقهور ومقهورة بلا معين ولا نصير . عيب وكلش عيب !!
3
ثقافة الدولة القائمة الآن في بلاد ما بين القهرين ، هي ثقافة طائفية مضللة بأمتياز . الدولة تقول للناس ، أننا نحيا حالة انقلاب تأريخي ، استعيدت فيه ، دولة الشيعة المنتظرة ، لذا عليكم أن تتخلوا عن الكهرباء والماء والخبز ، وربما الكرامة ، من أجل تلك اللحظة ، والمذهب . الطموا صدوركم بالأكف ، وشجّوا رؤوسكم بالسواطير ، واجلدوا ظهوركم بسلاسل الحديد المستوردة ، ولا تولوا وجوهكم صوب ساحة التحرير وسرابها ومخابيلها . الناس صدّقت هذا وأستسلمت ونامت نومة أهل الكهف . عيب وخزي وعار !!
4
تركيا وأيران ، لاعبان أساسيان في تشكيل وتلوين المصيبة الرافدينية ، يساهمان في تصحير وتمليح أرض البلاد ، ويتعاملان مع كردستان العراق ، تعامل دولة لدولة ، لكنهما ، يقمعان أكرادهما بقسوة ، ولا يمنحوهم حتى حكماَ ذاتياَ شكلياَ كذابياَ . تركيا وايران تريدان عراقاَ مشرذماَ مفككاَ مريضاَ ، ومظاهرة " جمعة القرار " سار فيها ألف نفر . عيب يمعودين !!
5
مرجعية النجف التي تتبعها الحشود الحاشدة ، ساهمت هي الأخرى ، في تخدير الرعية وتضليلها وخرفنتها ، اذ جاءت بما لم يجىء به الى الأسلام ، محمّد وعلي والحسين وعمر والصحب والأطهار . ألناس ساكتة خانسة ، ولمّة الباب الشرقي لا تنادي بكنس الغزاة الأمريكان الهمج ، أس وأساس البلاء الذي جاء بالتكفيري والذباح والقاعدي . عيب جداَ !!
6
شاهدت فضائيات وأحزاباَ وجرائد ، تؤبن وتقيم مجالس ذكر وعزاء ورحمة ، لمناسبة ذكرى موت زعيم أيران الفائت ، ألخميني ، من دون مراعاة لمشاعر مئات آلاف أيتام وأرامل البلاد الذين فقدوا أحبتهم بسبب حرب طائفية مجنونة ، شال الخميني فوق رقبته ، دم جلّ ضحاياها من العراقيين والأيرانيين ، حتى انفضت وبادت بعدالة ألهية كان عنوانها ، كأس سم عظيم !!
7
أنا لست طائفياَ ، لكنني أكره شيعة أمريكا ، بقدر كرهي لسنّة أمريكا . هؤلاء سماسرة ، دينهم دنانيرهم ، والساكت عنهم ، شيطان أخرس رجيم . ناس الأمصار التي في الجوار ، والبعيدة ، تم ضربهم ورشّهم بالرصاص الحي وبالدبابات وبالطائرات وبالمدفعية ، لكنهم صمدوا وناموا تحت السرفات ، وظلوا يتظاهرون ، ملايين مملينة ، حتى أذان النصر والحرية ، وهم لم يجر عليهم ، ما جرى على العراقيين النيام حتى الآن . أنما نقول هذا ، ونحن نعيش خارج مزاد النطيحة والمتردية والفلس الحرام . البلاد تضيع ، اصحوا من نومتكم رجاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق