الثلاثاء، 31 مايو 2011

ليس دفاعاً

ليس دفاعا عن اياد علاوي، الجاسوس الذي اعترف بعمالته لـ 15 جهاز مخابرات عربي واقليمي ودولي، للتآمر على العراق واحتلاله وإسقاط نظامه الوطني، ولكن !

أعلن كذاب بغداد، قاسم المو  سوي قبل ايام القبض على مجموعة (ارهابية) قامت بقتل 70 شخصا، كانوا ضمن موكب زفاف قادم من منطقة الدجيل التي تبعد 60 كيلومترا الى الشمال من بغداد، الى منطقة التاجي التي تقع في الأطراف الشمالية للعاصمة العراقية.

وعرض الكذاب الأشر، اعترافات مزعومة  لمن قال انه أحد (المجرمين) الذين نفذوا تلك المجزرة البشعة.
وبالطبع انبرى اثنان من الكذابين، احدهما المسماة وزيرة الدولة لشؤون المرأة ، وثانيهما، المسمى نائبا في مجلس الدواب، وهو أحد المنافقين الذين كان يشار اليهم في البنان، في أيام النظام الوطني، وأعرفه عن قرب كونه كان زميلي في الجامعة، منتصف ثمانينات القرن الماضي، انبرى هذان الكذابان لإشعال نار حريق طائفي مقصود.
ولا أريد استعراض وجوه الكذب المتعددة في هذه القضية، فقد أشبعتها بحثا وتحليلا، السيدة عشتار العراقية، في مقالتها (حفل اغتصاب جماعي في المسجد) ولكنني أود لفت نظر القراء الكرام الى حقيقة أساسية، وهي ان الاعلان عن هذه الجريمة المزعومة، وهي مستنكرة بكل المقاييس اذا حصلت فعلاً ،يتعلق بـ الصراع الدائر حاليا بين المجرم علاوي والمجرم (دولكة الرئيس) بعد ان (تنازل) الأول عن استحقاق كتلته بتشكيل الحكومة الاحتلالية الخامسة، رغم ان نتائج الانتخابات البرلمانية، الديمقراطية تماماً، أسفرت عن فوز كتلته، وذلك من أجل لي ذراع علاوي، كما يتعلق بموضوع تمديد الاتفاقية الأمنية التي أبرمها (دولكة الرئيس) مع سيده بوش الصغير.
أحيل القارئ الكريم الى الروابط التالية ليرى كم ان ساسة العراق الجديد، سفلة واوباش، ويلعبون بحياة الشعب ومصالحه العليا، من أجل كرسي أقعدهم عليه احتلالان، أمريكي واضح وآخر ايراني مستتر. 
 انظروا
وسيتضح لك، سيدي القارئ الكريم، وسيدتي القارئة الكريمة، ان الموضوع لا يتعلق بالكشف عن جريمة، بل له أغراض اخرى تتعلق بـ (صراع الثيران) الدائر حاليا، والله أعلم.

على جناح السي آي أي


الجندي الامريكي السابق ساجداً بعد إسلامه
في فضيحة جديدة تضاف الى سلسلة فضائح المحتل الأمريكي، كشف هولد بروكس أحد حراس معتقل غوانتانامو الأمريكي، أن ادارة المعتقل كانت تقوم بنقل العرب والأفغان سرا إلى سجون أمريكية في العراق.

وأكد بروكس أنه كان يستمع لكثير من الأصوات يصدرها المعتقلون من داخل غرف التحقيق، الأمر الذي يعكس شدة الأذى الجسدي الذي يتعرضون له، موضحا أن التصرفات التي تمارس ضد المعتقلين داخل المعتقل تعتبر خرقا واضحا لحقوق الإنسان وانتهاكا للحرية.
 
تابع قراءة الموضوع، هنا.

تعلموا كيف تلعبون!

الى زعماء ائتلاف "العراقية"

منذ احتلال العراق، صرنا نسمع، مصطلح اللعبة السياسية واللعبة الديمقراطية، وسواها من المفردات المقززة التي أصمَّت اذاننا  في عراقكم الجديد.
فبعد ان كانت السياسة رسالة تؤدى بغرض تقديم خدمة للشعب وتحقيق مصالحه المشروعة، صارت (لعبة) يضحك بها الساسة على ذقون المساكين، الذين مايزالون يصدقون شعاراتهم الخائبة.



وحيث ان الأمر عند ساسة العراق الجديد، محض لعبة، يتسلون بها، فأنا أتوجه الى زعماء ائلاف "العراقية" بنصيحتي هذه: انظروا الى المجلس الأدنى للثورة الشيطانية، وتعلموا كيف تلعبون!

الاثنين، 30 مايو 2011

تحية من المغرب الى الرئيس صدام حسين

وصلت الى (وجهات نظر) هذه المقالة التي تعبر فيها من المغرب العربي، الاخت  الكاتبة المعروفة، مريم أحمد الأزاريفي ، عن أعمق مشاعر الوفاء والولاء العربية الأصيلة لقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين، ورفض أبناء العروبة للاحتلال المجرم وعملائه الأراذل، ونحن ننشرها اعتزازا بالرسالة وكاتبتها.



تحية من المغرب

بقلم : الكاتبة مريم أحمد الأزاريفي / المغرب
كلمة تقدير لذكرى الرئيس القائد صدام حسين طيب الله ثراه. وسلام على روحه في رحاب الله ونعيمه ورحمة من الله تعالى عليه ومغفرة وبركات.
تحية إجلال لكم والسلام عليكم وعلى أسرتكم أيها الرئيس الماجد، وأقول لكم الرئيس ولا تزالون الرئيس المعتبر، لأنه لم يخلفكم إلى الآن على العراق حاكم يعتبر منذ احتلاله الظالم، فأنتم الرئيس في المحيا والممات رضيه الفضلاء ورغما عن الأعداء والعملاء، وإن ذكراكم لتحل في القلب مجللة لكم بكل الاحترام والتقدير ، وإذا تأملنا صوركم فإننا نرى إنسانا عربيا عراقيا تجلله الفخامة والرياسة، شامخا مهيب الطلعة عزيز الجانب، وهيهات ثم هيهات أن يبلغ من يعاديكم مبلغكم في العزة والكرامة والشموخ والكرم الإنساني البادية على سيمائكم، لكم منا تحية التقدير والاجلال والاحترام، وإن مقامكم ليزداد رفعة في الذكرى كلما تطاول عليكم الأقزام الناقصون، ولقد عجزوا أن يبلغوا عشر معشار قدركم ومكانتكم وهيهات لهم، بل إنهم خونة من أراذل القوم ومن لقطاء موائد الكفار غير أكفاء في أي شيء إلا التردي في الخيانة والتستر على جرائم الاحتلال ، يعبثون الآن في العراق بمهزلة ما تسمى الحكومة وهي باطلة غير شرعية أقامها الاحتلال لخدمة أغراضه الدنيئة، تنكروا للدين وباعوا الوطن وتحالفوا مع أعداء الإسلام وارتكبوا من الآثام ما تنفطر لها الأرض والسماوات، ولقد ابتليتم ابتلاء المؤمن الصابر فبقيتم إلى آخر المطاف ثابتا صامدا على قمة الشموخ، وذهبتم شهيدا إلى الباري لم ترضوا ذلا ولا خيانة لوطنكم ومبادئكم، ولم تقبلوا مساومة مع أعداء الله فرحمة الله عليكم وبركاته ومغفرة ونعيم في جنات الخلود، ولسوف يخزى أعداؤكم شر الخزي في الدنيا والآخرة.
لكن ياسيادة الرئيس: هل تعلمون ماذا حل بالعراق من بعدكم؟ تكالبت عليه زمر ضالة كافرة من أوباش الأمريكان وجيوش الإجرام وعملاء الذل والهوان وارتكبوا في حق شعبكم أبشع الظلم والآثام، وألحقوا بالبلد دمارا لبنيانه ونهبا لثرواته وقتلا وإعطابا وتشريدا لأبنائه وتهديما لمؤسساته وعدوانا على حرماته ومقدساته، وهل تدرون مافعلت تلك الطغمة العميلة الخائنة التي والت الأمريكان الأنذال وباعت وطنا عريقا لا تمت إليه بصلة ورضيت الحيف على حرماته وإبادة شعبه، وهم ينبطحون لخنازير الاحتلال - أجلكم الله - يعبثون ويكذبون ويجورون على الناس ويتصارعون على المغانم في ما تسمى المنطقة الخضراء؟ إنهم شلة من الأذلاء العابثين لاكرامة لهم ولا عزة ولا عمل ولابناء ولا يملكون أية ميزة إلا الذلة والخنوع، وسيماء الخزي والهوان يعبرون عنها بنهج الظلم والتفاني في خدمة أراذل ساسة الأمريكان، وقد نكب بهم شعب العراق وأرضه الطاهرة، ولا يمارسون إلا الظلم والكذب والتخريب، ويتمادون في الصمم والعمى عن آلام الشعب، وولغوا في الفساد والرذالة وتمادوا تسليما لمزيد من مقدرات البلد إلى الأعداء ويتشبثون بكل ذلة بتلابيب خنازير الاحتلال فلقد تشبعوا الخيانة فأعمتهم وأضلتهم، ولا يقدمون للمواطن سوى التعذيب والانتهاكات الفاضحة والاعتقالات الجائرة وسرقة الأموال ونهب الثروات وتدمير الخدمات ومشاريع وهمية تذهب بها الميزانيات الضخمة إلى جيوبهم التي لا تشبع.
فمن لي بعهدكم يعود ياسيادة الرئيس الخالد؟ أو مثله في الأمن والرخاء، ليعود للعراق مكانه وقوته وعزته وهيبته وأمن شعبه وريادته المثلى في العلوم والصناعة والنباهة والكفاءة، رحم الله الرئيس الشهيد صدام حسين وغفر له، ولعن الله كل من ظلمه وخذله وخانه، والخزي والعار على كل خائن وغادر وظالم تطاول عليه بالإثم والعدوان، ونرجو أن يتخلص العراق من دنس الاحتلال الكافر وعملائه الفاسدين، وأن يتولى أمره خياره ممن يتقي الله ويعف عن الحرمات ويبني الوطن من جديد ويعزه من بين الأوطان.
- ورحم الله شهيد الحج الأكبر الرئيس صدام حسين وسلام عليه في الأولين والآخرين، ورحم الله ملايين الشهداء الذين أزهقت أرواحهم الزكية بفعل الاحتلال وأعوانه، والمجد للمجاهدين ومقاومي أهل الضلال ولكل الأحرار الرافضين للاحتلال.
والله أكبر ياعراق .
************

صوت الضمير الخالص / الكاتبة: مريم أحمد الأزاريفي - المغرب   2011/05/31 .

العراق المهمة الزاحفة والصدام المسلح

وردتنا هذه المقالة المهمة من الدكتور مهند العزاوي، رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية، وننشرها هنا باعتزاز .

وجهات نظر






العراق المهمة الزاحفة والصدام المسلح
د.مهند العزاوي*

تدخل المنطقة العربية الإسلامية في نفق المجهول وقد أصبحت مسرحا لوثوب الإيديولوجيات الوافدة بمنظوماتها واذرعها وجيوشها ووسائل تأثيرها المتعددة التي أفقدت الدول مضمونها ونزعت جيوشها وهشمت تقاليدها وعقائدها, وقد غزت عقول الأجيال الحديثة بسبب الخواء الفكري وفرق السرعات بين الأجيال وحشد وسائل التأثير والتطور التقني والتقنيات الرقمية وتقاعس الأنظمة العربية وجيل الرواد لردم الهوة بالتجسير الفكري الحضاري والوطني ,مما أدى إلى انهيار قيمي ترك مفاصل لينة متعددة جعل من مجتمعاتنا ودولنا عاجزة ومتلقية وملحقة بمنظومة الاستعمار المعاصر الساعية لترحيل العالم العربي الإسلامي وإزاحة محاوره الجيوسياسية من نظرية الدولة ومحور القوة إلى مقبرة العالم الرابع المتخلف.
تابع بقية المقالة هنا.

بطلان معاهدة وادي عربة أساس التغيير

وصلتني عبر الايميل، المقالة المهمة التالية، للدكتور ابراهيم ناجي علوش، عن معاهدة وادي عربة بين الاردن والكيان الصهيوني، وامكانيات التغيير والاصلاح في الأردن .

وأنشرها باعتزاز كبير، مع التنويه ان المقالة سبق أن نشرت، هنا.


بطلان معاهدة وادي عربة أساس التغيير


الدكتور علوش مصاباً في مظاهرة أمام سفارة العدو الصهيوني في عمان


د.إبراهيم علوش

26/5/2011

كرَّست معاهدة وادي عربة قانونياً صيغتين أساسيتين للعلاقة الأردنية-”الإسرائيلية”:
أولاً: السعي لتحقيق تكامل إقليمي، تبلور في خمس عشرة مادة من أصل ثلاثين تتألف منها المعاهدة، غطت كافة أوجه الحياة المدنية والاقتصادية بين الطرفين،
ثانياً: السعي لتحقيق تنسيق أمني وسياسي رفيع المستوى أصبح الأردن الرسمي عبره ملزماً بالتعاون ضد أي شكل من أشكال العداء ل”إسرائيل”، حتى لو كان ذلك على مستوى التحريض اللفظي فحسب، كما جاء مثلاً في المادة الحادية عشرة من المعاهدة.
ونذكّر أن المادة الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين من معاهدة وادي عربة نصت على أنها تسمو على كل ما عداها، ومن هنا، فقد عبرت معاهدة وادي عربة عن اصطفاف إقليمي، وعن حلف سياسي، رسخ التبعية لا للإمبريالية الأمريكية فحسب، بل للكيان الصهيوني نفسه.
وبهذا تحولت معاهدة وادي عربة إلى نهج، إلى مسار أو أنموذج، لا لمجرد اتفاقية هدنة مثلاً يتعهد فيها الطرفان بعدم الاعتداء على بعضهما.


الملك حسين مصافحاً رابين بعد توقيع الاتفاقية في 26-10-1994
وقد جاءت مؤتمرات دافوس، بعد شهر ونصف من احتلال بغداد، لتعميم نهج وادي عربة إقليمياً، انطلاقاً من الأردن.
وقد عبرت مؤتمرات دافوس، المنعقدة دوماً في ذكرى احتلال فلسطين، أي في محيط الخامس عشر من أيار، عن مشروع “الشرق أوسطية” الذي يتضمن إلحاق المنطقة بالعولمة وخط الشركات متعدية الحدود، من جهة، كما يتضمن صهينة المنطقة، من خلال دمج الكيان الصهيوني في نسيجها الاقتصادي والسياسي والثقافي.
منطق العولمة طبعاً هو الذي أدى إلى بيع القطاع العام الأردني للشركات الأجنبية بأبخس الأثمان. وهو المنطق الذي حكم المسيرة الاقتصادية-الاجتماعية الأردنية منذ وضعت البلاد تحت وصاية المؤسسات الاقتصادية الدولية في نهاية الثمانينات. وهو المنطق أدى إلى تسييد شريحة طفيلية في النظام السياسي الأردني، كما أنه المنطق الذي أدى إلى رفع الضرائب والرسوم على أوسع الشرائح الشعبية، وتخفيضها على الشركات الكبرى الأجنبية والبنوك. وهو المنطق، في الأساس، الذي كرس تبعية الأردن الاقتصادية للخارج، وأنتج الأزمة الاقتصادية- الاجتماعية التي تعانيها البلاد اليوم، على ضفاف الثروات الضخمة التي أنتجها الفساد.
الخلاصة الأولى إذن هي أن نهج التبعية الاقتصادية الذي سوقته الشريحة الاجتماعية المستفيدة منه هو نفسه نهج وادي عربة، فالسياسة الداخلية والخارجية هنا وجهان لعملة واحدة. وبالتالي فإن التخلص من التبعية الاقتصادية يقتضي التخلص من سياسات الشريحة التي فرضت موقفها ورؤيتها في التعاطي مع العدو الصهيوني، فالقضية ليست قضية إصلاحات ديموقراطية أو دستورية فحسب، بل قضية تغيير جذري في النهج.
وقد قيل الكثير في “الشرق أوسطية”، لكنها باختصار:
1) مشروع جغرافي-سياسي، و2) مشروع ثقافي.
فهي من الناحية الجغرافية-السياسية مشروع تفكيك الدول العربية إلى أجزاء، على خطوط طائفية وأثنية، وهي ثقافياً مشروع محو الهوية العربية- الإسلامية المشتركة لبلادنا لتحويلها إلى جغرافيا بلا تاريخ.
وقد جاء مشروع تحويل الأردن إلى ثلاثة أقاليم شمالي ووسطي وجنوبي، هي اليرموك ورغدان ومؤتة، ضمن هذا السياق، وبالتوازي مع مشروع تحويل العراق والسودان إلى أقاليم.
فالسياق هو مشروع تفكيك الدولة، في العالم الثالث لمصلحة العولمة، وفي الإقليم لمصلحة خلق مجال حيوي للكيان الصهيوني، وفي الأردن من أجل تحويله مع السلطة الفلسطينية إلى موطئ قدم للوثوب نحو الإقليم، وهي المعادلة التي لا يمكن فهم مشروع انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي خارجها، خاصة بعد إعفاء 2500 سلعة “إسرائيلية” من الرسوم الجمركية في الأردن “بموجب البروتوكول الملحق باتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي بين الأردن وإسرائيل الذي دخل مرحلته السادسة بتاريخ 1/1/2010 ، حسب بلاغ دائرة الجمارك الأردنية في 3/1/2010، المنبثق من معاهدة وادي عربة.
ويتجاهل كثيرون من دعاة الإصلاح الدستوري والديموقراطي في الأردن (وغيره) البند الثامن من معاهدة وادي عربة الذي ينص حرفياً على توطين اللاجئين.
فحتى لو افترضنا جدلاً أن التغيير في الأردن لا علاقة له على الإطلاق بالتناقض الرئيسي مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، ولا علاقة له بأي أبعاد إقليمية، ولو افترضنا أن برنامج التغيير في الأردن يقتصر على المطالبة بإصلاحات محلية، على مقاس الثورات الملونة، تعيد إنتاج التبعية ديموقراطياً ودستورياً، من خلال تغيير قانون الانتخاب (الصوت الواحد) وتحويل بعض صلاحيات الملك لرئيس وزراء يمثل الكتلة النيابية الأكبر في مجلس النواب، كما يطالب البعض، فإن تجاهل مشكلة اللاجئين، وبالتالي تجاهل التناقض الرئيسي مع الكيان الصهيوني، يحول المشروع الإصلاحي الديموقراطي- الدستوري المحض في الأردن فوراً إلى قناة لتصدير أزمة الكيان الصهيوني للأردن، على حساب الأردن وعلى حساب القضية الفلسطينية نفسها، لأن “الديموقراطية” هنا ستصبح تنافساً أردنياً- فلسطينياً على المواقع (حتى لو أصبح الأردن جزءاً من مجلس التعاون الخليجي، ولنا في المشكلة السنية- الشيعية في الكويت مثالاً).
والأسوأ أن مثل هذا التوجه الذي يحول مشروع الإصلاح الديموقراطي- الدستوري المفتقد للبعد الوطني والقومي إلى مدخل للفتنة وللحرب الأهلية والتدخل الأجنبي هو المعادل الدموي أردنياً للصراع الطائفي والأثني في محيطنا العربي.
الخلاصة الثانية إذن هي أن وادي عربة هي مشروع للفتنة الأهلية في الأردن.
أما البديل المنطقي والبرغماتي لحماية السلم الأهلي في الأردن فهو إعادة توجيه البوصلة باتجاه العدو الصهيوني لحماية الأردن وتحقيق العودة، كأساس لأي مشروع تغيير حقيقي لا يعيد إنتاج التبعية.
وبدون مزايدة نقول أن دعاة إسقاط (وادي عربة) هم دعاة الوحدة الوطنية الفعليون في الأردن، لأنهم وحدهم من يضعون أساساً سليماً للعلاقة الأردنية- الفلسطينية في مواجهة الخطر الصهيوني.
المسألة الأخرى هي أن دعاة الإصلاح الدستوري والديموقراطي في الأردن، ممن يتجاهلون التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني، أو ممن يعطونه أهمية ثانوية، ينسون التاريخ المعاصر للنظام السياسي في الأردن.
فلو انطلقنا من اعتبارات ديموقراطية صرف، كأننا نعيش في السويد مثلاً، أو في سويسرا، لما تمكنا من نسيان حقيقة أن قانون الصوت الواحد على سبيل المثال لا الحصر، الذي ينتج مجلس نواب خدماتي، لا مجلس نواب وطن، تم سنه خصيصاً لتمرير معاهدة وادي عربة، مما أدى لإنتاج مجالس نواب هزيلة وسخيفة بعد مجلس نواب عام 89.
وبينما عاش الأردن تطوراً ديموقراطياً بين عامي 1989 و1993، على خلفية انتفاضة نيسان، فإن التدهور الديموقراطي، وقوننة الأحكام العرفية، كانا شرطاً لتمرير استحقاقات (وادي عربة) ولتكريس نهج التبعية.
وقد جاء تغّول الجهاز التنفيذي، والأجهزة الأمنية تحديداً، لفرض نهج (وادي عربة)، كما جاء تمرير القوانين المؤقتة بالمئات في ظل الحكومات المتعاقبة خارج أي رقابة تشريعية ضمن نفس السياق، وكذلك قانون الاجتماعات العامة لمنع الاحتجاج، وقانون الأحزاب لإجهاض القوى المنظمة، وقانون المطبوعات المعدل لعام 98 الذي يحاسب الصحفي على المساس بالشأن الأمني أو الاقتصادي، وقانون مراقبة البريد والهاتف الذي يتيحها بقرار إداري (لا بقرار قضائي فحسب كما نص الدستور)، وقانون محكمة أمن الدولة الذي يوسع صلاحياتها بما يشمل الكثير من صلاحيات القضاء المدني، وغيرها من القوانين والممارسات التي كرست نفس النهج. كما أن تزوير الانتخابات النيابية على نطاق واسع أصبح جزءاً لا يتجزأ من الديكور “الديموقراطي” الأردني في ظل (وادي عربة).
الخلاصة الثالثة إذن هي أن المشروع الديموقراطي لا يمكن أن يجد مداه الحيوي في ظل شروط التبعية للإمبريالية والصهيونية، كما أن الاستحقاقات القانونية للمعاهدة، وللعلاقة مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، ستفرغ أي مشروع ديموقراطي من مضمونه، وستحول الديموقراطية إلى ديكور انتخابي لاستعباد الوطن ما دام مكبلاً بقيود المساعدات السياسية والقانونية وبشروطها. فلا حرية ولا ديموقراطية في البلاد المستعبدة للخارج، والتحول الديموقراطي في الأردن يقتضي التخلص من ربقة المعاهدة. ومن الواضح طبعاً أن مشاريع التحول “الديموقراطي” التي تدفع الولايات المتحدة باتجاهها تأتي ضمن هذا السياق لتكريس التبعية على قاعدة “احترام” المعاهدات الدولية وما شابه.
أخيراً، ثمة بعد عربي وإقليمي لا يمكن الحديث عن الأردن، أو غيره من الأقطار العربية، خارجه. حتى التساهل الرسمي النسبي– الموشّى بالكثير من القمع، كما رأيناه مثلاً في مسيرة 15 أيار في الغور – في التعامل مع الحراك الشعبي في الأردن، جاء على خلفية الحراك الشعبي العربي، وفي تونس ومصر تحديداً. ولم يكن مثل ذلك التساهل وارداً قبل سقوط بن علي ومبارك. ولا يمكن تخيل هبة ديموقراطية أردنية، أو قومية أو يسارية أو إسلامية، في قطر عربي واحد. ونكرر: لا مشروع تغيير حقيقي في قطر عربي بمفرده. فإما أن ينطلق مشروع التغيير نحو آفاقه العربية الواسعة، وإما أن يُحاصر ويتكلس وينتهي.
والخلاصة النهائية هي أن أي مشروع تغيير حقيقي في بلادنا لا بد له أن يكون مشروعاً: 1) عربياً، 2) مناهضاً للإمبريالية والصهيونية، وإلا فإنه مشروعٌ جزئيٌ مبتسر لن تكتب له الحياة في أحسن الأحوال، إذا لم يكن مخترقاً.

الأحد، 29 مايو 2011

الحنين الى صدام حسين

ترجمة: مصطفى كامل- خاص لوجهات نظر

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الشهيرة، بعددها الصادر في 18 مايو-أيار الجاري، مقالا بقلم محررها آرون جيم ديفيز، عن تصاعد أعداد زوار ضريح الرئيس الشهيد صدام حسين.
وفيما يلي، ترجمة لنص المقال كما نشر على صحيفة الواشنطن بوست.





العراقيون وضريح صدام حسين، الحنين لزعيم قوي



أعداد متزايدة من العراقيين تزور ضريح صدام حسين في مسقط رأسه في تكريت

بقلم آرون جيم ديفيز

ساهم في إعداد التقرير: عزيز علوان وأسعد مجيد



ترجمة: مصطفى كامل عن الواشنطن بوست، خاص لوجهات نظر
http://wijhatnadhar-wijhatnadhar.blogspot.com/

 العوجة، العراق:

هنا ترى ضريح صدام حسين، الذي يتوسط قاعة رخامية مثمنة الشكل تظللها ثريا كريستال عملاقة تتلألأ بالأضواء الأرجوانية والبرتقالية والزرقاء، بينما يغطى ضريحه بالعلم العراقي، ويمكن للزائر أن يرى الحلوى التي ألقيت من جانب الأطفال وباقات من الزهور.

منذ أربع سنوات تم إعدام الرئيس العراقي السابق، وخلال تلك الفترة كان نادراً رؤية زوار عراقيين من مكان اخر خارج القرية التي ولد فيها، خارج مدينة تكريت.

ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأت الحشود تتزايد، وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة ازدحم الضريح بأكثر من 100 شخص في وقت واحد، عدد منهم قدموا من أنحاء بعيدة وسافروا إلى هنا لزيارة ضريح رجل أرهب أعداداً كبيرة من سكان البلد.

 

عراقيون من مختلف الأعمار يزورون ضريح الشهيد صدام حسين (خاص بوجهات نظر)

يقول بعض الزوار أنهم يفعلون ذلك من باب الحنين إلى الماضي، ليس فقط لعراق أكثر أمناً، ولكن لشرق أوسط أكثر استقرارا، على غرار المرحلة التي سبقت اضطرابات الربيع العربي الحالي.

"كان أسد الشرق الأوسط، وكان أقوى من كل القادة العرب الآخرين. انظر إليهم، انهم يتساقطون الآن مثل الذباب" قال أبو حمزة الخزرجي، وهو رجل شيعي كان أحد الذين قادوا سياراتهم طيلة النهار إلى ضريح صدام حسين، حيث قدم مع مجموعة من كبار السن من منطقة الدجيل هذا الأسبوع.

"ربما كان الوحيد الذي مثله، مشيراً الى الزعيم الليبي معمر القذافي، ولذلك يستهدفه الأمريكيون الآن" هكذا قال شقيق ابو حمزة، المسمى أبو على الخزرجي.

فيما كان لسنوات طويلة في مركز المجتمع، يتطلع الزوار الى عشرات من صور صدام حسين، الكثير منها تصوره حاملا بندقيته أو جنباً إلى جنب مع أبنائه، الذين قتلتهم القوات الأمريكية ودفنت جثثهم على مقربة منه.

لا يتم احصاء أعداد الزوار بدقة، لكن أكثر من 1100 شخص وقعوا في سجل الزيارات الذهبي خلال الأسابيع الخمسة الماضية، غير ان ذلك لايدل على إجمالي عدد الزوار، ففي هذا اليوم، وقّع واحد فقط من بين 20 زائراً، وبدلاً من ذلك، توجهوا مباشرة إلى ضريح صدام حسين ليقرأوا سورة الفاتحة على روحه، فيما قرأ بعضهم قصائد تشيد بـ "الشهيد البطل الشجاع".

"انهم يخافون منك حتى وأنت في القبر" تقول قصيدة معلقة على جدار قرب الضريح، وتمضي لتقول "لقد قتلوك ولكنك حي في ذاكرتنا".

 

مسن عراقي ينحني مقبلا ضريح الشهيد صدام حسين (خاصة بوجهات نظر)

واستعاد معظم الزوار ذكريات أيام صدام حسين عندما كان أطفالهم يذهبون إلى المدارس دون خوف من المتفجرات على الطرق، بينما كانت الحكومة تزودهم بالتيار الكهربائي وقتاً أطول بكثير مما تقدمه هذه الأيام.

قال واحد من الزوار "كل شيء كان أفضل". وقال آخر "كان ديكتاتوراً، لكنه كان ديكتاتوراً واحداً، الآن لدينا الكثير".

من الواضح أن مشهد زيارة الناس لضريح صدام حسين، هو واحد من الأشياء التي سعت حكومة الولايات المتحدة إلى تجنبها عندما اختارت دفن أسامة بن لادن في عرض البحر، وليس في مقبرة يمكن أن تجتذب الأتباع المخلصين.

يقول جوست هيلترمان، أحد دارسي الأوضاع في العراق ضمن مجموعة الأزمات الدولية، ان الزيادة في عدد الزوار إلى ضريح صدام حسين تمثل فقط أجزاء من سكان العراق، فهناك العديد من الشيعة والأكراد الذين يقولون "ذهب الديكتاتور ونعيش الآن بحرية أكبر".

وقال هيلترمان "لكن العراق ما زال لايشعر بالسعادة، فجزء كبير من السكان يساورهم الحنين إلى قيادة قوية، وهم غير سعداء إزاء عدم الاستقرار المزمن، والمخاوف من تزايد النفوذ الإيراني ويشعرون بإضعاف العراق كقوة إقليمية".

المجموعة (الشيعية) من الدجيل، قدمت إلى تكريت من المنطقة التي أمر صدام حسين بإعدام 148 من أفراد عشيرة خزرج (الشيعية) بعد محاولة اغتياله في عام 1982، وهي القضية التي حوكم وأعدم بسببها في عام 2006، برغم وجود قضايا أخرى أكبر تنظر فيها المحاكم في العراق.

ومع ذلك، غادر أبو حمزة الخزرجي، مع المجموعة القادمة من الدجيل، قائلا "لا شك في أننا ننعى فقدان القائد العراقي القوي.

وتابع الخزرجي "أمتنا انهارت وغادرت مكانتها. كان (صدام حسين) يمثل العراق، وعندما فقدناه، فقدنا مصدر عزنا وفخرنا. كنا حينها شعباً يفتخر بنفسه".


حلال المشاكل

مهنة حلال المشاكل، مهنة شريفة وذات مكانة كبيرة بين الناس، يقوم بها وجهاء المجتمع وعلية القوم، مستندين في ذلك الى ما يحوزون عليه من رصيد اجتماعي في قلوب الناس، بما يجعل من كلمتهم مسموعة ومن رأيهم محترماً.

ويبدو ان هذه الصفة هي الأكثر ملاءمة التي يمكن إطلاقها على (السيد) مقتدى الصدر، الآن.
فبعد أن استباحت ميليشياته الهمجية المجرمة، العراق وخاصة في العامين 2006 و 2007 وقتلت عشرات الألوف من الشرفاء الذين تصدوا لمخططات العدو الأمريكي وجارة الشر الشرقية، في زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين، والتي نفذتها تلك الميليشيات بحرفية عالية استجابة لمتطلبات المشروع الأمريكي في احتلال العراق، وقتل وتهجير ابنائه.
بعد هذا الدور (المشرِّف) يسعى السييء الصدر لحل المشاكل المندلعة بين أصحاب (العملية السياسية) أي بين خدام المشروع الاحتلالي، بتعبير آخر.
استمتعوا بقراءة التفاصيل على هذا الرابط.

بين السيد والعلوية

حجي حرامي!

بينما ينخر الفساد كل أركان (العراق الجديد) وحيث بلغت السرقات أرقاما خيالية لم نكن

نسمع بها من قبل على الإطلاق، تعادل ميزانيات دول عدة، وبينما اهدرت مئات مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي الذي يعيش ثلاثة أرباعه تحت خط الفقر، وأرضه الأغنى في العالم، يصرُّ البعض على استخدام مصطلحات السيد والحجي والعلوية، تعبيرا عن شعورهم بالنقص، ومحاولة فاشلة منهم في تلميع صورتهم المخزية.
لمزيد من التفاصيل، إقرأوا معي هذا التحقيق .

ملاحظة: كل الاحترام لأصحاب الألقاب الدينية الحقيقية، حيث المقصود هم المتسترون خلف هذه التسميات بينما يواصلون سرقاتهم وفسادهم الذي يزكم الأنوف.

السبت، 28 مايو 2011

مهزلة !

لم أجد عنواناً أصلح مما عنونت عليه لهذه الفكرة، لأنها مهزلة بحق...

في العراق اليوم ملايين العاطلين، وهم بحسب اخر اعتراف لحكومة (دولكة الرئيس) نحو مليون ومائتي ألف عاطل ، وبتقدير المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني اكثر من ذلك، وبينما أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي في حكومة (دولكته) أيضا، ارتفاع نسبة البطالة في العراق إلى مستويات غير مسبوقة، بحيث وصلت إلى 15%، وبينما يطالب العراقيون بالحد من شبح البطالة الذي يهدد مستقبلهم، بعد ان تقاسمت الأحزاب العميلة الوظائف الحكومي، على نحو مثَّل فضيحة لا مثيل لها.


خرج علينا الفلتة، المسمى وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة (دولكته) القميء نصار الربيعي

 ليقول انه اكتشف وجود ستة الاف عامل غير شرعي في البلد، حسب احصائية دائرة الاقامة، مؤكداًعلى ضرورة تنظيم عملية دخول العمالة الاجنبية الى البلاد.


وبشَّر العراقيين، في بيان لوزارته بأنه وجد الحل لمشكلة بطالة العراقيين، عفواً، بشَّرنا بأن وزارته ستضع قوانين تلزم رب العمل بتحديد ساعات العمل وساعات الراحة للعامل الاجنبي.
مهزلة مو بالله !

بخل عراقي !

لا ادري ماذا حصل للعراقيين هذا الايام، كان المثل يُضرب بهم في الكرم والجود والمضائف العامرة،
فجاة تحولوا الى بخلاء لايرحبون بمقدم ضيوفهم، بل يسعون الى طردهم، لماذا؟
فبينما طلب وزيرالدفاع الامريكي روبرت غيتس، استضافة جنوده في العراق، بعد الخروج المزعوم او المزمع، نهاية العام الجاري، والذي تم، كما يعرف العالم أجمع بسبب جهاد العراقيين ومقاومتهم الباسلة التي جعلت رئيس إدارة الشر المجرم جورج بوش يبكي ألماً وحسرة ،


على جنوده الذين أرسلهم الى محرقة العراق، وليس بسبب اتفاقية (دولكة الرئيس) التي أبرمها مع السفاح بوش، والذي كان جاء الى العراق في نهاية رئاسته الاجرامية الثانية مزهواً بابرامها، فتلقى فور التوقيع عليها (قندرة) من بطل عراقي، اسمه منتظر الزيدي.


بينما نسمع ذلك، تطالعنا الأنباء ان نحو 800 جندي من الحرس الوطني الاميركي من ولاية فيرجينيا بدأوا التوجه الى العراق لتنفيذ مهمات مختلفة وحماية المراكز الأميركية، حيث من المقرر ان يقضي هؤلاء اكثر من عام في العراق.
لا أدري كيف يمكن ان نوفق بين (البخل) العراقي، المتمثل برفض استضافة الجنود الأمريكيين، المحررين المسالمين، وبين توجه هذه الدفعة الجديدة الى العراق، وبقائها اكثر من عام؟
لكن الحتمي اننا سنجد الإجابة عند أبطال العراق ومقاوميه الأشاوس الذين أبدعوا لنا أمثال هذه المشاهد الخلّابة، وآه لبخل العراقيين!

  • ملاحظة: توجد مشاهد اكثر روعة، ولكن نسبة اللون الأحمر فيها عالية جداً، لذا تجنبا نشرها حرصاً منا على مشاعر القراء الكرام.














مكانة مصر.. بالصور

تذكرون قصة الصورة الشهيرة التي صارت محل تندر العالم، 

يوم خرجت الأهرام، صحيفة مصر الأكبر والأقدم، واضعة صورة الفرعون المخلوع المحرَّفة بالفوتوشوب،


وهو يتقدم على عدد من الساسة بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في محاولة بائسة لإظهار مكانة مصر المتقدمة على الجميع بما فيهم الرئيس الامريكي الذي استضاف الساسة في البيت الأبيض.
بينما كان هذا هو أصل الصورة المنشور في وسائل الاعلام العالمية الأخرى



وقد كانت المحاولة سخيفة ومشوهة، لأن موقع مصر العالمي ومكانتها لا تصنعها  صورة، ولا يتحكم فيها موقع رئيسها، أياً كان، وأينما كان، تقدماً او تأخراً، ولأن الصورة الأصلية كانت لا تعني شيئا، بينما باتت تعني الكثير بعد تحريفها، مثل التعبير عن عقدة الشعور بالنقص (أسوة بكتابة اسم مبارك على بدلته الشخصية).


 اليوم تنشر وسائل الاعلام صورة حقيقية بدون تشويه ولا تحريف لرئيس الوزراء المصري، الدكتور عصام شرف،


وهو يسير إلى جوار رئيس الوزراء الإيطالى، سيلفيو بيرلسكونى، ومن خلفهما الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، خلال فعاليات قمة الدول الثمانى التى تستضيفها فرنسا حالياً.
هذه هي مكانة مصر الحقيقية بلا فوتوشوب ولاهم يحزنون.
وقبلها مكانتها المتقدمة في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا..

الجمعة، 27 مايو 2011

مقالة ممنوعة من النشر

أثار قرار قمة زعماء مجلس التعاون الخليجي الاخيرة في الرياض، قبول طلب انضمام  الاردن والمغرب لعضوية المجلس الكثير من التكهنات والتحليلات حول دوافع انضمام هاتين الدولتين الغير خليجيتين الى تجمع اقليمي، محكوم بنطاق جغرافي، ودوافع قبول الخليجيين ذلك.

كما اثار التندر بين ابناء أقطار الخليج العربي والاردن والمغرب بشكل خاص، ومواطني عدد من  الاقطار العربية الاخرى.
وقد وصلتني هذه المقالة على بريدي الألكتروني هذا الصباح، وأنشرها كون تجسد جانباً من الفكاهة السياسية التي تكتنف هذا الموضوع الغامض وتعبر عنه بشكل جيد.
---

كتب احمد حسن الزعبي :

تماما كمن يربح ورقة يانصيب دون ان يشتريها .. تلقى الأردنيون خبر قرب انضمامهم الى مجلس التعاون الخليجي دون ان يسعوا الى ذلك. لذا لم يجدوا ما يعبّروا به عن فرحهم ومفاجئتهم الا بالسخرية الجادة عن آلية تجسير المفارقات الثقافية بيننا وبين الأشقاء الخلايجة... فمثلاً تعرّضت أكثر من عشرين مرّة..خلال مشواري الصباحي من الفرّان الى الفوال الى الملبنة للسؤال ألأكثر شيوعاً هذه الفترة : "اشتريت دشداشة"؟..كما فاجئني أكثر من صديق وفرك "نيعي" بخفة دم "لا تطاق" سائلا: "ليش بعدك مش مربي "سكسوكة" ؟...وزاد الطين بلّة تذمر سائق تكسي حملني من اللويبدة الى وسط البلد وجعلني أحتار معه، عندما قال : كان الخلايجة ييجوا يصيفوا عندنا ..هسع بعد ما صرنا خلايجة يا ترى وين بدهم يروحوا يصيّفوا؟؟..
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، ام العيال كذلك "ساقت بالدور" وصارت تناديني "بو حمد" مع اني منذ سبع سنوات "أبو عبدالله" ..وفوق ذلك باتت تطالبني بإحضار "جبنة كيري سريعة الدهن" وأرز ابو بنت" وتسأل ان كان لــمجوهرات "داماس" فروع في الرمثا...
الكل يحاول ان يتأقلم مع الحالة الجديدة ، فعلى زاوية بيتنا كان طفل يمسك برقبة آخر ويقول له :أنت خليجي خليجي.. ولا خليجي من أصل أردني؟؟ ..
وعند محل "البوسكليتات" القريب ، صادفت مصطفى فغاغا يحاول مسح وشم على كتفه بمادة "التينر" كان قد وشمه ذات جاهلية تحت اسم "النشمي"..محاولاً استبداله بــ"راعي الهمر"..
واستكمالا لمتوالية التغيير، وحتى لا اكون المواطن الخليجي الوحيد في دول مجلس التعاون الذي يقتني "كيا سيفيا ون" اطمح من حكومتنا الخليجية "طال الله في عمرها" ان تسمح لي باستبدال الكيا "بجمس أحمر" له زجاج مظللّ وعجل "السبير من ورا".. طبعاً على نفقة الدولة وذلك حفاظا على سمعتنا بين الأشقاء الأعضاء..
 يااااه ما زال لدي متسع من الأحلام الكبيرة، أخيرا سأشرب شاي الربيع وأتسوق في "الستي سنتر" وارش دهن العود، وأنام تحت المكيف المركزي، واعطي مواعيد في ستار بوكس، وأقول "مابو خلاف".. و"يا ريّال".."خلي عنك الهمبقة".. كما سأقول: "جوتي" عن الحذاء.. وقوطي عن العلبة.. و"قطو" عن القطّ.. وبشكارة عن الخدامة.. و"دريول" عن السايق.. و"ليسن" عن رخصة السياقة ، و"دريشة" عن الشباك وعيش عن السمك ،"وفريج" عن الحارة و"غروسري" عن الدكانة.. و"كندورة" عن الدشداشة.. و"سيدا" عن دغري.. و"رمسني" عن "كلمني".. و"تاير" عن العجل.. و"الديرة" عن الوطن... ياااااه كلش حلو.. وايد حلو **
شفتوا؟؟؟ كنا نريد ان نباطح الصخر الزيتي 20 سنة لكي نعصره ونكرره ونصفيه لنصبح دولة نفطية مثل الدول الخليجية.. ها قد صرنا دولة خليجية بدون ان نصبح دولة نفطية..!!! ربٌّ يُعبد.

اخوكم احمد بن حسن بن آل زعبي

*****
ملاحظة : منعت هذه المقالة من النشر في صحيفة الرأي الأردنية

الخميس، 26 مايو 2011

بين برتقال يافا وفستق إيران..


في زيارة الى اسطنبول في يوليو- تموز من العام 2005 ، وبينما كنت في ردهة الفندق، أتحدث مع صديق عراقي الأصل مقيم منذ سنوات في تلك المدينة الساحرة،

تعرَّف علينا رجل ايراني، في العقد الخامس من العمر، قدَّم نفسه، باعتباره (خليل) الضابط المتقاعد، برتبة عقيد، في الحرس الثوري الايراني، والذي يعمل في مجال المقاولات والانشاءات، ويدير شركة (خاصة) في طهران.
وأبدى الرجل استعداده لمعاونتي (لوجه الله وجهاز اطلاعات) في ما أحتاجه من سفير بلاده في العراق، عنصر المخابرات المخضرم الجنرال حسن كاظمي قمي، صاحب الدور القذر في أفغانستان والعراق، باعتباره صديقا حميماً له، فضلاً عن استعداده لتقديم أي خدمة أحتاجها في ايران.
وخلال الجلسة التي دامت لنحو 30 دقيقة، دار حديث عن العلاقات الايرانية مع كل من الشيطان الاكبر (الولايات المتحدة) وربيبته (اسرائيل) وكان الصوت القادم من طهران، حينها، مرتفعاً بأعلى قليلاً من العادة، متحدثاً عن إزالة (اسرائيل) ومحوها من الخارطة، وغير ذلك من الشعارات التي دأبنا على سماعها، بين حين وآخر، منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979.
وطبقا لما أدلى به الرجل حينها، فإن ما نراه من تصعيد وسخونة على سطح الاحداث وتتناقله وكالات الانباء، يخفي واقعاً آخراً في العمق، حيث العلاقات أفضل من السمن على العسل.
ولأن اللقاء كان عابراً، لم أشأ حينها التعمق في مزيد من التفاصيل في هذا الصدد، وكان كافياً لي شهادة الرجل، وهو ليس على الهامش، بل هو (كما هو واضح) عنصر استخباري يدير عملاً ما لصالح بلاده، حتى ولو كان مستتراً بغطاء شخصي، لا يخفى على الخبير.
أسوق هذه القصة لأدخل من خلالها الى الحديث عن علاقات طهران وتل أبيب، مستفيدا مما تناقلته الصحف الصهيونية الصادرة خلال اليومين الماضيين عن وجود اكثر من 200 شركة صهيونية تتعامل تجارياً مع ايران، بما في ذلك استثمارات في مجال الطاقة الإيرانية، رغم دعوات رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو المتكررة بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران ومقاطعتها.
وتؤكد المعلومات التي أوردتها صحيفتان صهيونيتان، ان التعاملات التجارية بين ايران و(اسرائيل) لا تقتصر على القطاع الخاص، بل تتعدى ذلك الى تعامل مؤسسات حكومية مثل سلطة المطارات وشركة الكهرباء (الاسرائيليتان).
وأشارت "هاآرتس" إنه على الرغم من سن قانون في الكنيست في العام 2008 يحظر على الشركات (الإسرائيلية) القيام بعلاقات تجارية مع إيران إلا أن السلطات في (اسرائيل) لم تنفذ أية خطوة في هذا الاتجاه.
وفى نفس السياق، ذكرت "يديعوت أحرونوتان العلاقات التجارية بين إيران و(اسرائيل) مستمرة بواسطة شركات تعمل فى تركيا والأردن ودبى، رغم دعوات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للقضاء على (اسرائيل).
وتأتي الأنباء حول هذا النشاط التجاري بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن أنها وضعت شركة الملاحة البحرية (الإسرائيلية) التابعة لرجل الأعمال الأكثر ثراء في الكيان الصهيوني، سامي عوفر، على اللائحة السوداء بعد بيع ناقلة نفط لإيران، وهو ما اعتبرته الإدارة الأميركية بمثابة "طعنة سكين في الظهر".
ونقلت الصحيفة عن يهوشع مائيري رئيس "جمعية الصداقة الإسرائيلية– العربية" التي تشجع تطوير علاقات اقتصادية لتشكل بديلاً للعملية السياسية، قوله إنه "على رغم ما يظهر على سطح الأرض (أي الدعوات لفرض عقوبات على إيران) إلا أن العلاقات السرية مع إيران مستمرة بحجم عشرات ملايين الدولارات كل عام".
وأضاف مائيري أنه "حتى عندما يتم إطلاق تصريحات قاسية في الهواء من كلا الجانبين، فإن الأعمال التجارية تزدهر، والعلاقات مع النظراء الإيرانيين رائعة، وفي المجال التجاري يتجاهلون التصريحات السياسية".
وتابع أنه "بالإمكان القول إنه توجد أرضية خصبة لتعميق التجارة، وحتى أنه في العام الأخير تم إقامة علاقات تشمل تقديم استشارات في مجال هندسة وبناء مصانع أغذية".
وقالت "يديعوت أحرونوت" أن (الإسرائيليين) يصدرون لإيران بالأساس وسائل للإنتاج الزراعي مثل الأسمدة وأنابيب ري وهرمونات لزيادة در الحليب والبذور، بينما يصدر الإيرانيون لـ (اسرائيل) الفستق والكاجو والغرانيت.
وقال رئيس اتحاد مقاولي أعمال الترميم في (اسرائيل) ومستورد الغرانيت، عيران سيف، للصحيفة إن "الغرانيت الإيراني منتشر جداً، ومفضل جداً في (اسرائيل)  ويتم استخراجه من جبال إيران ويصل (اسرائيل) عن طريق تركيا".
وأضاف إنه يعارض هذه التجارة وان "الإيرانيين اقترحوا علي شخصيا بيعي مئات الأطنان من الغرانيت وأن يتم نقلها عبر تركيا حيث يتم هناك صقلها بسعر رخيص لكني رفضت، وحاولت تنظيم مقاطعة على إيران لكني لم أنجح في هذا".
وقالت "هاآرتس" إنها توجهت باستفساراتها بهذا الخصوص إلى مكتب بنيامين نتانياهو، وكان الرد أن هذا الموضوع ليس في مجال مسؤوليته وإنما بمسؤولية وزارة المالية، التي يتولاها الليكودي يوفال شتاينيتز، والتي لم تتخذ أية خطوات لمنع التجارة بين (اسرائيل) وإيران حتى اليوم.
في غضون ذلك أحبطت الشرطة الأسبانية، امس الخميس، صفقة غير مشروعة لبيع تسع مروحيات "بيل 212" القتالية، إلى إيران.
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" مساء الخميس، أن الحديث يدور عن مروحيات من صناعة أميركية استخدمها الجيش (الإسرائيلي) لسنوات لكنه قرر وقف استخدامها قبل عدة سنوات.



---

ماذا يعني ذلك؟
ببساطة شديدة يعني ان هذا الصراخ الحاد في القضاء على (اسرائيل) ومحوها من الخارطة، الذي تبيعه لنا ايران منذ عشرات السنين، كلام فارغ لا معنى له، وهو ينفع فقط لأغراض الاستهلاك الداخلي والمزايدات الخارجية.
ومع ذلك، يبدو ان هذه الخدعة بدأت تتضح لكثير من الايرانيين ولعدد كبير من الجهات حول العالم، فلم تعد تنطلي الحيل والألاعيب الايرانية على كثير ممن بدأت الغشاوة تنقشع أمام انظارهم.
هنا فقط أود التذكير بأن هذه العلاقات لم تكن وليدة السنوات القليلة الماضية، فالذين عاشوا مرحلة الثمانينات يتذكرون جيداً عمق العلاقات التسليحية بين الكيان الصهيوني وايران الخميني، خلال الحرب ضد العراق، وهي العلاقات التي انفضحت، على نحو لا يقبل دحضاً أو تشكيكاً، بسقوط طائرة شحن تحمل أسلحة صهيونية على منطقة قريبة من مثلث الحدود العراقية التركية الايرانية عام 1981، كما انها تواصلت لسنوات عدة بعد ذلك.
وهنا أذكر ان الكاتب الصحفي العراقي، سعد البزاز، نشر في العام 1986 كتاباً مهماً وثَّق فيه تفاصيل العلاقات التسليحية الايرانية مع الكيان الصهيوني خلال ثمانينات القرن الماضي، على نحو دقيق معزز بالصور والوثائق، وهو في تقديري الكتاب الأكثر دقة في هذا المجال.
وكثيرٌ منا يتذكر قصة "اسرائيل فاكهة حلوة" التي نشرت في ابريل-نيسان من العام 2009، حينما أشارت تقارير واردة من العاصمة الإيرانية إلى ان السلطات هناك تجري تحقيقا في إمكانية ان يكون قد تم خرق الحظر المفروض على الاستيراد من (اسرائيل) العدو الأكبر لإيران.
وقالت وسائل الإعلام المحلية إن السلطات في المدينة طلبت من القضاء اتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد ما قيل إنه قد تم استيراد صناديق من البرتقال (الإسرائيلي) المعلبة على أنها مستوردة من الصين.
وتم استيراد الشحنة عبر أبوظبي، وطرحت للبيع في الأسواق والمحلات في طهران وحولها.
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية (مهر) صورة لصناديق تحمل فواكه عليها اسم ماركة "يافا الحلوة" وأظهرت صور الوكالة أن البرتقال يحمل بوضوح علامة "إسرائيل.. فاكهة حلوة".

من جانبه، قال المتحدث باسم شركة "دارونيت"، يهوشاو مايرى إنه لا يفهم القلق من العلاقة بين "(اسرائيل) وإيران، فالتعاملات التجارية بين البلدين تبلغ قيمتها حوالى 100 مليون دولار.
وأكد أنه ومنذ فترة قصيرة، قام وفد إيراني بزيارة لـ(اسرائيل) لمشاهدة الخطط الأصلية لنظام الصرف الصحي في شركة تاهال (الاسرائيلية) للبناء، لتطبيقها في إيران، وهو النظام الذي أقامته (اسرائيل) في إيران إبان عصر الشاه، مشيرًا إلى أنه قبل عامين وصل 15 مستشارًا زراعياً (اسرائيلياً)  إلى منطقة بوشير، في إيران.
هكذا اذن، فإسرائيل ليست فقط مجرد فاكهة حلوة، بل أيضا مستشارين حلوين! وحبل الود موصول، بين الطرفين منذ كورش واستير، مروراً بآل بهلوي، إلى عهد آيات الشيطان.
التحالف الغادر
مفيد لمن يريد الاطلاع على خفايا العلاقات بين الطرفين، أن يقرأ كتاب "التحالف الغادر Treacherous Alliance" للكاتب تريتا بارسي، وهو باحث إيراني في جامعة هوبكنز الأمريكية، يعيش في الولايات المتحدة.
يبحث الكتاب، وهو مترجم الى العربية، العلاقة بين (اسرائيل) وإيران من خلال مقابلات وحوارات معمَّقة مع عدد كبير من الشخصيات السياسية والمحللين.
ويقسم بارسي العلاقة الإيرانية مع الكيان الصهيوني، والممتدة لأكثر من 60 عاماً إلى قسمين رئيسين، هما، ما قبل عام 1991 وما بعده، حيث حرب الخليج ونهاية الحرب الباردة في وقت واحد، هي النقطة الفاصلة.
 وهنا نلاحظ أن الكاتب لم يكترث بمجيء الثورة الإيرانية عام 1979 ولم يعتبرها حدثاً مفصلياً في العلاقات بين الطرفين، برغم قطع العلاقات بينهما في العلن، لأن الأهم هو ما يحدث في الخفاء!
ويؤكد المؤلف أن الصراع بين البلدين ليس في جوهره أيديولوجيا، بل يتعلق بالتحولات الكبرى في الجغرافيا السياسية التي حدثت في المنطقة.
وعلى الرغم من تصويت ايران ضد تقسيم فلسطين عام 1947  وحذر إيران البهلوية من غضب جيرانها العرب، فإنها اعتمدت على سياسية "الغموض المحسوب" بالتعامل مع (اسرائيل) بحكم الواقع القائم على المصالح المشتركة الكثيرة بين البلدين.
وعلى رغم النكسات والخيانات على طول طريق التعاون بين ايران (اسرائيل) كانت العلاقة بينهما آية في الصدق، فقد تعاونا لإنشاء برنامج مشترك للصواريخ البالستية، وتمويل خط انابيب النفط) الإسرائيلي) والحد من التهديد العراقي بدعم التمرد الكردي في العراق، كما ساعد الشاه أيضا في تسهيل هجرة الآلاف من اليهود العراقيين،  والتعاون في المجال الزراعي التطوير والتدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن التحركات العسكرية وخطط الحرب المصرية، وتدريب الطيارين الايرانيين والمظليين وجنود المدفعية.
ولاشك أن هذه العلاقة تغيرت، ظاهرياً، عند قدوم الخميني إلى السلطة، لكن الخطاب الذي يقطر بالسم تجاه (اسرائيل) في العلن، كان يقابله شراء أسلحة (إسرائيلية) أيام الحرب العراقية الإيرانية، بما يظهر تفوق المصالح الأنانية الإيرانية على الهموم الإسلامية التي تدعيها.
ويرصد بارسي نقطة بالغة الأهمية في هذا الصدد، ففي (اسرائيل) كانت هناك حالة تجاهل لهذا الخطاب الإيراني العدائي،  ويقتبس عبارة لاسحاق رابين، رددها لاحقاً وزير الحرب، شاؤول موفاز، في أكتوبر 1987 مفادها ان "ايران هي أفضل صديق لإسرائيل".
وبعد وفاة الخميني عام 1989 حاول الساسة الإيرانيون إعادة تأسيس دولتهم، وسعوا لانتهاج خط سياسي مختلف عن السابق، فخففوا من لهجتهم ضد دول الخليج العربي، وتعاونوا  مع قوات التحالف في العدوان على العراق، كما تعاونت اياران في عدد من المجالات مع مختلف الدول الغربية.
بعد زوال التهديد العراقي لكل من ايران و(اسرائيل) بعد العام 1991، ظهر التنافس الإستراتيجي بينهما، وتحولت العلاقة من التحالف إلى التافس، ما يظهر لنا بجلاء أن أساس العلاقة بين البلدين لم يكن في يوم من الأيام آيديولوجياً، بل تنافساً قابلاً للحل.
بعد إبرام الفلسطينيين و(الاسرائيليين) اتفاق أوسلو في سبتمبر من العام 1993 تداخلت للمرة الأولى المصالح الإستراتيجية والدعاوى  الآيديولوجية الإيرانية، فبدأ عصر جديد من محاولة إيران مناكفة واشنطن في بعض خططها في المنطقة، وحتى مع ذلك لم يتغير منطق التنافس بين إيران و(اسرائيل).
يذكر الكاتب أن المعارضة الإيرانية لـ(اسرائيل) خلال الحرب الباردة كانت مجرد خطابة لا أكثر، ثم حاولت إيران بعد وفاة الخميني التصالح مع الغرب، وقامت بعدة خطوات في هذا الصدد، لكن الغرب رفض وتجاهل ذلك، فقامت إيران كنتيجة لهذا الرفض، الذي تزامن مع اتفاق أوسلو، بدعم الجماعات الفلسطينية الرافضة لهذا الإتفاق.
ومن هنا يتضح لنا المبدأ الذي دفع الإيرانين لدعم فصائل فلسطينية معينة، باعتباره ورقة سياسية تضغط بها إيران على الدول الغربية لتحصيل بعض المصالح الخاصة بها، وليس له ثمة أساس  ديني إطلاقاً.
ويكشف الكتاب، من ضمن ما يكشف، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات بين البلدين، بموجبها، الى طبيعتها، وتنتهي مخاوف الطرفين.
وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في أبريل-نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع مع الولايات المتحدة.
وبالفعل، تمّ إرسال العرض الإيراني إلى واشنطن، عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية في طهران، أواخر أبريل- نيسان وأوائل مايو- أيار من العام 2003.
عرض الإيرانيون في اقتراحهم السرّي، مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران، في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى".
ويشتمل العرض على عدد من الموضوعات منها: برنامج ايران النووي, سياستها تجاه (اسرائيل) ومحاربة تنظيم القاعدة.
كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة، أمريكية-إيرانية، بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث موضوعات، هي: أسلحة الدمار الشامل, الإرهاب والأمن الإقليمي, التعاون الاقتصادي.
ووفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر الوسيط السويسري (تيم غولدمان) نفسه.
فقد تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية عام 2003 والتي مرّت بمراحل ومراجعات عديدة، منذ 11 أيلول-سبتمبر 2001 ما يلي:
1.   عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن والاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, وحكومة غير دينية).
2.   عرض إيران (شفافية كاملة) توفير الاطمئنان والتأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, والالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
3.   عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة، والضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين (الإسرائيليين) داخل حدود (اسرائيل) قبل العام 1967.
4.   إلتزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
5.   قبول إيران المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "مشروع الدولتين" والتي تنص على إقامة دولتين فلسطينية و(اسرائيلية) والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع (اسرائيل) مقابل انسحاب (اسرائيل) إلى ما قبل حدود 1967.
6.   لكن المفاجأة الكبرى في هذا العرض، كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بـ (اسرائيل) كدولة شرعية لها حق العيش بسلام!
وطبقا لبارسي، فقد سبّب ذلك العرض الايراني السخي، وغير المتوقع، إحراجاً كبيراً لجماعة المحافظين الجدد في الادارة الامريكية، الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لـ (اسرائيل) ومحوها عن الخارطة".
ينقل بارسي في كتابه، أنّ نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر" بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
ومن المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي (الإسرائيلي) في الولايات المتحدة كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
ويعتقد بارسي، انه إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات والتراشقات الإعلامية والدعائية بين إيران و(اسرائيل) فإننا سنرى تشابهاً مثيراً بينهما في العديد من المحاور، بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
بعد كل ذلك، هل يمكن أن نسمع صوتاً يتحدث عن العداء بين ايران و(اسرائيل)، أم ان الصورة باتت واضحة أمام الجميع؟

ملاحظة: بينما كنت أسعى الى وضع خاتمة لموضوعي، تذكرت مقالاً كانت السيدة عشتار العراقية نشرته في مدونتها غار عشتار، منتصف العام الماضي، يقدم تفاصيل أخرى في هذا الصدد.