الثلاثاء، 3 مايو 2011

والله حيرة !

كثيرا مايردد أحد أقرب أصدقائي: ان الضرب في الميت حرام، وأجاريه احيانا وأعترض أخرى، ولكنني في حالة حسني مبارك، اعتقد ان الضرب في المخلوع حلال ثم حلال ثم حلال.
ويحار المرء وهو يبحث عن اوصاف تليق بهذا المخلوع، فهو جاسوس ومجرم ووضيع وهو عميل صغير، وهو حرامي وكذاب، الى اخر قائمة أوصاف الوضاعة، حتى كأنني بالمتنبي يعنيه، وهو يهجي كافور الاخشيدي بقوله:
أمَيناً وإخلافاً وغدراً وخسةً وجبناً              أشخصاً لحتَ لي أم مخازيا
في العاشر من أبريل الفائت، خرج هذا المخلوع عبر قناة العربية بتسجيل صوتي، يقسم فيه،
أنه لا يملك أرصدة خارج مصر، وان كل حديث عن ذلك، ليس الا محاولة لتشويه صورته (الممسوخة أصلا) ومع اننا نعلم انه كذاب وحرامي، الا اننا انتظرنا أن يقول أصحاب الشأن قولهم الفصل.
وبالامس فقط خرجت وزارة الخارجية السويسرية على العالم لتقول بكل وضوح انها اكتشفت في بنوكها، أرصدة تعود للمخلوع.
وطبقا لما أوردته وكالة أنباء رويترز ، قال المتحدث باسم الوزارة، لارس نوتشل، انه "أمكن تتبع المعاملات الخاصة بمبلغ قدره نحو 410 ملايين فرنك سويسري (نحو 473.644 مليون دولار أمريكي) ورصد ارتباطه بالرئيس المصري السابق حسني مبارك".
وأوضح المتحدث، ان "الامر لا يتعلق بأموال فحسب بل ان هناك اصولا عقارية".
هكذا ببساطة، وخلال أقل من شهر يفتضح أمر هذا الكذاب القابع، حاليا، حبيسا في مستشفى شرم الشيخ، بينما يقبع باقي أفراد العصابة في ليمان طرة.
طبعا كنا نعرف ذلك، ولكن أن تقول سويسرا، ماغيرها، ان للمخلوع حسابات في بنوكها، فهذا أمر جديد، وهو وثيقة إدانة.
وليس هذا فحسب بل ان الانباء الواردة من مصر، تفيد بأن حسابات الفرعون المخلوع في البنوك المصرية لا تتناسب مع طبيعة دخله.
ودون رغبة في تبرأته، فإنني مستعد للشهادة امام المحاكم المصرية، ان دخله كان كبيرا، وكبيرا جدا، بل وممزوج بدماء أهلنا في العراق، واخواننا في فلسطين.
لوجه الله، وطوعا مني، أبدي استعدادي للشهادة ان هذا المخلوع تربح عبر سنوات حكمه الثلاثين، من الفهلوة السياسية التي أجاد استخدامها، ومن الدجل الذي مارسه بحق شعبه وبحق الأمة، ومن عمله جاسوسا صغيرا لأمريكا، ومن تحريضه ضد العراق وفلسطين.
وبالعودة الى بيت شعر المتنبي، تتملكنا الحيرة، إزاء اي صفات الوضاعة يمكن أن نطلق على هذا المخزي!
لأ أريد أن أقارن، ولكنني سأتساءل، أين هي ملايين ومليارات صدام حسين المزعومة، التي لطالما تحدثت عنها واشنطن ولندن وتل أبيب، وضباع المزبلة الغبراء؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق