الأربعاء، 11 مايو 2011

صراع الثيران


مصارعة الثيران، رياضة اسبانية عريقة، تتم فيها المواجهة بين المصارع والثور في حلبة، على مرأى ومسمع من الناس.
وتعتبر هذه الرياضة من أخطر الرياضات على من يمارسونها، إذ ان المصارع لا تتوفر لجسده الحماية الكافية من قرون الثور الحادة. كما تعتبر رياضة مثيرة للجدل إذ يتوزع الناس بشأنها ما بين مؤيد ومعارض بسبب الأصوات المتعالية التي تنتنقد الممارسات المسيئة ضد الثيران.
واليوم، يسرُّ مدونتكم، وجهات نظر، أن تعرض لقرائها الكرام مباراة صراع ثيران، من نوع آخر، نتمنى على القراء الكرام، أصدقاء وأعداء، متابعتها، فهي تجري على فصول متوالية منذ عدة أشهر (موسم مصارعة الثيران في أسبانيا يمتد من شهر مارس وحتى شهر أكتوبر) وستكون فصولها التالية أشد إثارة في الأسابيع والشهور القليلة المقبلة.



الكل يعرف انه منذ فازت قائمة علاوي بفارق مقعدين عن قائمة دولكة الرئيس، في الثورة البنفسجية، التي ظهرت أجلى صورها في انتخابات 7 مارس 2010، والصراع معلن تارة ومستتر تارة أخرى، بين رأسي القائمتين، ولم تسفر شهور متعددة من جولات التفاوض والمراسلات وتبويس اللحى والضحك على الذقون والمؤامرات الخفية والعلنية، عن شيء، كما لم تسفر كل الجولات المكوكية لنائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن، ولا رحلات الحج غير المبرور الى طهران وقم، عن شيء!
فجأة.. وبقدرة قادر أمريكي، يتقدم مسعود بارزاني بمبادرة للم شمل الاخوة الاعداء، وتسفر جهود ابن الملا، والحمد لله، عن تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، ولكنها حكومة برأسين.
وبما ان دولكة الرئيس يريد الكرسي لوحده ولا يقبل بشريك، فهو على رأي اخواننا المصريين، مثل الفريك لا يحب الشريك، بدأت جولات من صراع الثيران، تعالى فيها الصراخ بين الثورين، وأتباع الثورين، هذا يتحدث عن حكومة الشراكة وذاك يتحدث عن اتفاقات اربيل، وذاك يدعو لتفعيل مبادرة بارزاني، وذاك يهدد بالانسحاب من الحكومة، وهكذا..



ولكن لابد لمصارعة الثيران من نهاية وفصول درامية، فهذه من طبائع الأشياء، كما تعلمون، وعليه فقد احتدمت في الأيام القليلة الماضية جولات جديدة من الصراع ولكن بأسلوب المناطحة هذه المرة، حيث ابتدأ الرأسان بالنطاح، عبر الرسائل التي ظهرت الى العلن، لتعلن فصلاً جديداً من هذا الصراع الدموي.
اليوم خرج، دولكة الرئيس، وهو يرعد ويزبد، ويهدد بإسقاط الحكومة وحل مجلس الدواب، وتسريح سكانه خارج الحظيرة.
ومن أجل مزيد من الاثارة، لابد من عمل استعراضي في الشارع، وهكذا كان.
ولأنه يريد أن يفتح النار على الجميع، فقد أمر، دولكته اليوم، أيضا، بفتح جميع الشوارع المغلقة وإزالة جميع الكتل الكونكريتية ، فهو حريص جداً، كما تعلمون، على تجميل بغداد، ورفع كل ما يشوه وجهها الجميل، وخاصة الكتل الكونكريتية التي مزَّقت أوصال العاصمة وكل مدن العراق.
وعلى الفور بادرت عمليات بغداد، بالحملة المباركة، وكان أول الشوارع، بل المقصود تحديداً والله أعلم، شارع الزيتون، حيث مقر علاوي.

هنا ارتفع صراخ "العراقية"

المهم في الموضوع اخوتي الاعزاء، ترقبوا انفجار سيارة مفخخة على مقربة من مقر علاوي خلال أيام، ليس المقصود منها إيذاء علاوي، بل ايصال رسالة من دولكته، لعلاوي مفادها: لا تلعب بالنار تحرق اصابيعك.
وربما تنتهي المباراة بحادث درامي.. يزيد من التهاب الموقف...



ولنترقب خلال الاسابيع المقبلة صراع ثيران أكثر إثارة ودموية، وكان الله في عون العراقيين.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق