السبت، 14 مايو 2011

العقرب ودواؤها



قدر العراق أن يحاط بجيران، لا يصحُّ في بعضهم الا دواء العقرب، واستذكار بيت المتنبي:
وسوى الرومِ خلف ظهرك رومٌ    فعلى ايِّ جانبيكَ تميلُ
ولكن أين (أخو هدلة) الذي يعلمهم أن دواء العقرب هو النعال، ولا شيء غيره...

... منذ ايام وانا أزمع الكتابة عن جهود مشيخة السوء والعمالة لخنق العراق، وهي جهود تعود جذورها الى تاريخ انشاء الكويت، مشيخة ومحمية ثم دولة، بل لعلها السبب الوحيد الذي من أجله أنشأت وسلِّمت الى أسرة ال الصباح.
ولكن مشاغل الايام حالت دون ذلك، غير ان رسالة من أخ كريم وعراقي غيور وصلت الى بريدي الالكتروني هذا الصباح، جعلت من تناول هذا الموضوع حتماً مقضياً.
ينظر العراقيون وأهالي البصرة خاصة إلى مشروع إنشاء ميناء كويتي بالقرب من المياه العراقية بعين القلق والريبة، فالمشروع الذي أعلنت عنه الكويت في السادس من ابريل المنصرم لم يمثل كذبة أبريل بالنسبة للعراقيين، إذ سرعان ما أطلقت التحذيرات من تأثير هذا المشروع على حلم العراق بإنشاء (ميناء الفاو الكبير) الذي يؤمَّل أن يكون بوابة بحرية للعراق على العالم

 وهو حلم لم يسعى المتحكمون بالعراق في ظل الاحتلال الى تحقيقه، ولن يفعلون بالطبع، إذ لم يشهد المشروع منذ الاعلان عنه في الخامس من أبريل 2010، سوى وضع حجر الأساس واقامة نصب للمشروع،


الذي يضاف الى سلسلة المشاريع الخيالية التي أعلنت عنها حكومات الاحتلال المتعاقبة، منذ العام 2003، وهي مشاريع لا تهدف في حقيقتها الا الى سرقة أموال العراق، وتسويق المشروع الاحتلالي المجرم، بشقيه، الأمريكي والايراني.

ولا يمكن اعتبار هذا الميناء (غير المبارك) الذي قررت الكويت بناءه في جزيرة (بوبيان) غير المأهولة، الا استفزازاً للعراق وإيغالاً في إيذائه، في ظل ظروف العراق المعروفة، خصوصاً مع ملاحظة ان الكويت ليست بحاجة، من ناحية اقتصادية، إلى تحويل أكبر جزرها إلى ميناء، لامتلاكها موانئ تجارية كبيرة ومتعددة الأغراض، أبرزها الشويخ والشعيبة والجليعة والأحمدي، مما يؤكد انها قررت تنفيذ المشروع بدافع إلحاق الأذى بالعراق وخنقه، لاغير.
ولا أجد، في هذا المقام، أفضل من مقالة كتبها الخبير البحري العراقي الاستاذ كاظم فنجان الحمامي، الذي كان يعمل معاوناً لمدير عام الشركة العامة لموانئ العراق

لتوضيح مخاطر هذا الميناء على الحدود البحرية للعراق، بل وعلى مستقبله كدولة، فهي مقالة علمية مدعَّمة بالصور والوثائق والتفاصيل الوافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق